أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (10)

شرح الكلمات :

{ وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } : أي استوى إنذارك لهم وعدمه في عدم إيمانهم .

المعنى :

وقوله تعالى { وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } هذا إخبار منه تعالى بأن هذه المجموعة من خصوم الرسول صلى الله عليه وسلم من أكابر مجرمي مكة استوى فيهم الإِنذار النّبويّ وعدمه فهم لا يؤمنون فكأن الله تعالى يقول لرسوله إن هؤلاء العتاة من خصومك إنذارك لهم لا ينفعهم فأنذر الذين ينفعهم إنذارك ودع من سواهم وهو قوله تعالى { إنما تنذر من اتبع الذكر } .

الهداية :

من الهداية :

- بيان أن الذنوب تقيد صاحبها وتحول بينه وبين فعل الخير أو قبول الحق .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (10)

" وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " تقدم في " البقرة " {[13195]} والآية رد على القدرية وغيرهم . وعن ابن شهاب : أن عمر بن عبد العزيز أحضر غيلان القدري فقال : يا غيلان بلغني أنك تتكلم بالقدر ، فقال : يكذبون علي يا أمير المؤمنين . ثم قال : يا أمير المؤمنين أرأيت قول الله تعالى : " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا . إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " [ الإنسان : 2 ] قال : أقرأ يا غيلان فقرأ حتى انتهى إلى قوله : " فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا " [ الإنسان : 29 ] فقال اقرأ فقال : " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله " [ الإنسان : 30 ] فقال : والله يا أمير المؤمنين إن شعرت أن هذا في كتاب الله قط . فقال له : يا غيلان أقرأ أول سورة [ يس ] فقرأ حتى بلغ " وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " فقال غيلان : والله يا أمير المؤمنين لكأني لم أقرأها قط قبل اليوم . اشهد يا أمير المؤمنين أني تائب . قال عمر : اللهم إن كان صادقا فتب عليه وثبته ، وإن كان كاذبا فسلط عليه من لا يرحمه واجعله آية للمؤمنين ، فأخذه هشام فقطع يديه ورجليه وصلبه . وقال ابن عون : فأنا رأيته مصلوبا على باب دمشق . فقلنا : ما شأنك يا غيلان ؟ فقال : أصابتني دعوة الرجل الصالح عمر بن عبد العزيز .


[13195]:راجع ج 1 ص 184 طبعة ثانية أو ثالثة.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (10)

ولما منعوا بذلك حس البصر ، أخبر عن حس السمع فقال : { وسواء } أي مستو ومعتدل غاية الاعتدال من غير نوع فرق ؛ وزاد في الدلالة على عدم عقولهم بالتعبير بأداة الاستعلاء إيذاناً بأنهم إذا امتنعوا مع المستعلي كانوا مع غيره أشد امتناعاً فقال : { عليهم ءأنذرتهم } أي ما أخبرناك به من الزواجر المانعة من الكفر { أم لم تنذرهم } ثم بيّن أن الذي استوى حالهم فيه بما سببه الإغشاء عدم الإيمان ، فقال مستانفاً : { لا يؤمنون * } .