فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (10)

{ وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ } أي إنذارك إياهم وعدمه سواء ، وهذا بيان لشأنهم بطريق التوبيخ بعد بيانه بطريق التمثيل ، وجملة : { لاَ يُؤْمِنُونَ } مستأنفة مبينة لما قبلها من الاستواء أو حال مؤكدة أو بدل منه .

وروي أن عمر بن عبد العزيز قرأ هذه الآية على غيلان القدري . فقال : كأني لم أقرأها أشهدك أني تائب عن قولي في القدر . فقال عمر : ( اللهم إن صدق فتب عليه ، وإن كذب فسلط عليه من لا يرحمه ) ، فأخذه هشام ابن عبد الملك من عنده فقطع يديه ورجليه وصلبه على باب دمشق .

وعن ابن عباس في الآية قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المسجد فجهر بالقراءة حتى تأذى به ناس من قريش حتى قاموا ليأخذوه وإذا أيديهم مجموعة بأعناقهم ، وإذا هم عمي لا يبصرون ، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ننشدك الله والرحم يا محمد ، قال : ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب ذلك عنهم ، فنزلت : ( يس إلى قوله : لا يؤمنون ) ، قال : فلم يؤمن من ذلك النفر أحد وفي الباب روايات في سبب نزول ذلك هذه الرواية أحسنها وأقربها إلى الصحة .