أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

شرح الكلمات :

{ سوط عذاب } : أي نوع عذاب .

قوله تعالى : { عليهم ربك سوط عذاب } أي نوع عذاب من أنواع عذابه فأهلك عاد إرم بالريح الصرصر ، وثمود بالصيحة العاتية ، وفرعون بالغرق في البحر .

/ذ6

الهداية :

- التحذير من عذاب الله ونقمه فإِنه تعالى بالمرصاد فليحذر المنحرفون عن سبيل الله والحاكمون بغير شرعه والعاملون بغير هداه أن يصب عليهم سوط عذاب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ} (13)

" فصب{[16050]} عليهم ربك " أي أفرغ عليهم وألقى . يقال : صب على فلان خلعة ، أي ألقاها عليه . وقال النابغة :

فصبَّ عليه اللهُ أحسن صُنْعِهِ *** وكان له بين البريةِ ناصرَا

" سوط عذاب " أي نصيب عذاب . ويقال : شدته ؛ لأن السوط كان عندهم نهاية ما يعذب به . قال الشاعر :

ألم تر أن الله أظهرَ دينَه *** وصَبَّ على الكفار سَوْطَ عَذَابِ

وقال الفراء : وهي كلمة تقولها العرب لكل نوع من أنواع العذاب . وأصل ذلك أن السوط هو عذابهم الذي يعذبون به ، فجرى لكل عذاب ؛ إذ كان فيه عندهم غاية العذاب . وقيل : معناه عذاب يخالط اللحم والدم . من قولهم : ساطه يسوطه سوطا أي خلطه ، فهو سائط . فالسوط : خلط الشيء بعضه ببعض ، ومنه سمي المسواط . وساطه{[16051]} أي خلطه ، فهو سائط ، وأكثر ذلك يقال : سوط فلان أموره . قال :

فَسُطْهَا ذَمِيمَ الرَّأْيِ غير مُوَفَّقٍ *** فلستَ على تَسْوِيطِها بمعانِ

قال أبو زيد : يقال أموالهم سويطة بينهم ، أي مختلطة . حكاه عنه يعقوب . وقال الزجاج : أي جعل سوطهم الذي ضربهم به العذاب . يقال : ساط دابته يسوطها ، أي ضربها بسوطه . وعن عمرو بن عبيد : كان الحسن إذا أتى على هذه الآية قال : إن عند اللّه أسواطا كثيرة ، فأخذهم بسوط منها . وقال قتادة : كل شيء عذب اللّه تعالى به فهو سوط عذاب .


[16050]:الرواية في البيت كما في ديوانه وشعراء النصرانية: * ورب عليه الله .... الخ * قال البطليموسي شارح الديوان: ربه أتمه. وأصله أن يقال: رببت معروفي عند فلان أربه ربا: إذا أدمته عليه وتممته لديه. و "رب عليه": دعاء معطوف على ما قبله. وهو مدح في النعمان. وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت.
[16051]:في الأصل: (سوطه) بصيغة المصدر. وصيغة الفعل الثلاثي الماضي أمكن هنا.