تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَا يَنۢبَغِي لِلرَّحۡمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا} (92)

وقوله : { وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا } أي : لا يصلح له ، ولا يليق به لجلاله وعظمته ؛ لأنه لا كفء له من خلقه{[19163]} ؛ لأن جميع الخلائق عبيد له ؛

92


[19163]:في ف، أ: "الخلق".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَا يَنۢبَغِي لِلرَّحۡمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا} (92)

جملة { وما ينبغي للرحمان أن يتّخذ ولداً } عطف على جملة : { وقالوا اتخذ الرحمان ولداً } .

ومعنى { ما ينبغي } ما يتأتّى ، أو ما يجوز . وأصل الانبغاء : أنّه مطاوع فعل بغى الذي بمعنى طلَب . ومعنى ، مطاوعِته : التأثّر بما طُلب منه ، أي استجابةُ الطلب .

نقل الطيبي عن الزمخشري أنه قال في « كتاب سيبويه » : « كل فعل فيه علاج يأتي مطاوعُه على الانفعال كصَرف وطلب وعلم ، وما ليس فيه علاج كعَدم وفقد لا يتأتى في مطاوعه الانفعال البتة » اهـ . فبان أن أصل معنى { ينبغي } يستجيب الطلب . ولما كان الطلب مختلف المعاني باختلاف المطلوب لزم أن يكون معنى { ينبغي } مختلفاً بحسب المقام فيستعمل بمعنى : يتأتى ، ويمكن ، ويستقيم ، ويليق ، وأكثر تلك الإطلاقات أصله من قبيل الكناية واشتهرت فقامت مقام التصريح .