وقولهم : { مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ } أي : ما سمعنا بهذا الذي يدعونا إليه محمد من التوحيد في الملة الآخرة . قال مجاهد وقتادة وابن زيد : يعنون دين قريش . وقال غيرهم : يعنون النصرانية ، قاله محمد بن كعب والسدي . وقال العوفي عن ابن عباس : { مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ } يعني : النصرانية قالوا : لو كان هذا القرآن حقا أخبرتنا به النصارى .
{ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ } : قال مجاهد ، وقتادة كذب وقال ابن عباس : تخرص .
وقولهم : { ما سمعنا بهذا } يريدون بمثل هذه المقالة أن الإله واحد .
واختلف المتأولون في قولهم : { في الملة الآخرة } فقال مجاهد : أرادوا ملتهم ونحلتهم التي العرب عليها ، ويقال لكل ما تتبعه أمة ما ملة . وقال ابن عباس والسدي : أراد ملة النصارى ، وذلك متجه ، لأنها ملة شهير فيها التثليث ، وأن الإله ليس بواحد . وقالت فرقة معنى قولهم : { ما سمعنا } أنه يكون مثل هذا ، ولا أنه يقال في الملة الآخرة التي كنا نسمع أنها تكون آخر الزمان ، وذلك أنه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس يستشعرون خروج نبي وحدوث ملة ودين ، ويدل على صحة هذا ما روي من قول الأحبار ذوي الصوامع ، وروي عن شق وسطيح ، وما كانت بنو إسرائيل تعتقد من أنه يكون منهم .
وقولهم : { إن هذا إلا اختلاق } إشارة إلى جميع ما يخبر به محمد صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.