تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{مَا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِي ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡأٓخِرَةِ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا ٱخۡتِلَٰقٌ} (7)

1

المفردات :

الملة الآخرة : دين النصرانية .

اختلاق : كذب وافتراء .

التفسير :

7-{ ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق } .

عُرفت اليهودية في بلاد العرب ولم تنتشر بينهم ، لأن اليهودية ليست ديانة دعوة ، ولا يعتبر يهوديا عندهم إلا من كانت أمّه يهودية ، وعُرفت النصرانية في بلاد العرب ، وكانت هناك أديرة للرهبان والراهبات تنتشر في أنحاء الجزيرة العربية ، وسجل الشعر العربي جمال بعض الراهبات ، وانشغال بعض العرب بهنّ .

فقال أحدهم :

يا دير عنترة المفدّى قد أورثتني حزنا وكدا .

وقال شاعر آخر :

لو أنها ن

ظرت لأحور راهب عبد الإله صرورة المتعبّد .

لرنا لبهجتها وحسن حديثها ولخاله رشدا وإن لم يرشد .

لكن المسيحية لم تنتشر انتشارا كبيرا بين العرب ، لأنها تأمر بالتسامح والعفو والصفح ، والعربي كان يميل إلى الغارة والعدوان والانتقام .

وقد عرف العرب شيئا عن اليهودية والنصرانية ، وعرفوا أن النّصارى يدينون بالتثليث ، ويزعمون أنه الدين الذي جاء به عيسى ، ويقولون : باسم الأب والابن وروح القدس ، إله واحد آمين ، لذلك قاوم مشركو العرب فكرة التوحيد الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : ما سمعنا بذلك التوحيد في ملة النصارى ، وهي الرسالة الأخيرة التي جاء بها عيسى .

{ إن هذا إلا اختلاق } .

يعني : ما جاء به محمد من رسالة الإسلام إن هو إلا افتراء اخترعه من تلقاء نفسه ، وليس وحيا من عند الله .

وقيل : ما سمعنا بهذا الدين الذي يدعونا إليه محمد صلى الله عليه وسلم ، في ملة العرب التي أدركنا عليها آباءنا .