تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَيۡلٞ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ} (7)

ثم قال : { وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } أي : أفاك في قوله كذاب ، حلاف مهين أثيم في فعله وقيله{[26305]} كافر بآيات الله ؛ ولهذا قال : { يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ }


[26305]:- (1) في ت، أ: "وقلبه".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَيۡلٞ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ} (7)

الويل في كلام العرب : المصائب والحزن والشدة من هذه المعاني ، وهي لفظة تستعمل في الدعاء على الإنسان . وروي في بعض الآثار أن في جهنم وادياً اسمه : { ويل }{[10260]} ، وذهب الطبري إلى أنه المراد بالآية ، ومقتضى اللغة أنه الدعاء على أهل الإفك والإثم بالمعاني المتقدمة . والأفاك : الكذاب الذي يقع منه الإفك مراراً . والأثيم : بناء مبالغة ، اسم فاعل من أثم يأثم .

وروي أن سبب هذه الآية أبو جهل ، وقيل النضر بن الحارث ، والصواب أن سببها ما كان المذكوران وغيرهما يفعل ، وأنها تعم كل من دخل تحت الأوصاف المذكورة إلى يوم القيامة .


[10260]:أخرجه الترمذي في تفسير سورة الأنبياء، وأحمد في مسنده(3-75)، ولفظه كما في المسند: عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره، والصَّعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا يهوي به كذلك فيه أبدا).