تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ} (8)

ثم تَهدده وتوعده ووعظه فقال : { إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } أي : إلى الله المصير والمرجع ، وسيحاسبك على مالك : من أين جمعته ؟ وفيم صرفته ؟

قال ابن أبي حاتم : حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ ، حدثنا جعفر بن عون ، حدثنا أبو عُمَيس ، عن عون قال : قال عبد الله : مَنهومان لا يشبعان : صاحب العلم وصاحب الدنيا ، ولا يستويان ، فأما صاحب العلم فيزداد رضا الرحمن ، وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان . قال : ثم قرأ عبد الله : { إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } وقال للآخر : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [ فاطر : 28 ] .

وقد رُوي هذا مرفوعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : " منهومان لا يشبعان : طالب علم ، وطالب دنيا " {[30246]} .


[30246]:- (1) رواه الحاكم في المستدرك (1/92) من طريق قتادة، عن أنس به مرفوعا، ورواه الطبراني في المعجم الكبير (10/223) من طريق زيد بن وهب، عن ابن مسعود به مرفوعا، وفي إسناده ضعيف.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ} (8)

ثم حقر غنى هذا الإنسان وماله بقوله : { إن إلى ربك الرجعى } أي الحشر والبعث يوم القيامة ، و { الرجعى } : مصدر كالرجوع ، وهو على وزن : العقبى ونحوه ، وفي هذا الخبر وعيد للطاغين من الناس ، ثم صرح بذكر الناهي لمحمد عليه السلام ، ولم يختلف أحد من المفسرين في أن الناهي : أبو جهل ، وأن العبد المصلي محمد صلى الله عليه وسلم .