فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ} (8)

ثم هدد سبحانه وخوف فقال : { إن إلى ربك الرجعى } أي المرجع ، والرجعى والمرجع والرجوع مصادر ، يقال : رجع إليه مرجعا ورجوعا ورجعى ، وتقدم الجار والمجرور للقصر ، أي الرجعى إليه سبحانه لا إلى غيره ، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب تهديدا له وتحذيرا من عاقبة الطغيان ، فإن الله يرده ويرجعه إلى النقصان والفقر والموت كما رده من النقصان إلى الكمال ، حيث نقله من الجمادية إلى الحيوانية ، ومن الفقر إلى الغنى ، ومن الذل إلى العز ، فما هذا التعزز والقوة ، قاله الرازي .