تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ} (8)

الآية8 : وقوله تعالى : { إن إلى ربك الرجعى } أي المرجع ، كذا قال أبو عبيد{[23873]} وقال غيره : الرجوع .

ثم يحتمل قوله : { إلى ربك الرجعى } أي المرجع للكل إلى ما أعد لهم ، أعد للكافر النار وللمؤمن الجنة على ما ذكر في الآية . وجائز أن يكون إخبارا عن رجوع الكل إليه .

ثم قوله : { إن الإنسان ليطغى } أريد به إنسان دون إنسان ، إذ لم يطغ كل إنسان ، ولا خلف يقع في خبر الله ، فكان المراد منه البعض ليعلم أن الفهم بظاهر الخطاب ، والعموم ليس بواجب ، ولكن على حسب قيام الدليل على المراد منه .

وفيه إن المراد منه قد يكون منبها مقرونا به ، وقد يكون مطلوبا غير مقرون به .


[23873]:في نسخة الحرم المكي: عبيدة