تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (50)

{ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } أي : قد قال هذه المقالة وزعم هذا الزعم وادعى هذه الدعوى ، كثير ممن سلف من الأمم { فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي : فما صح قولهم ولا منعهم جمعهم وما كانوا يكسبون .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (50)

{ قد قالها الذين من قبلهم } الهاء لقوله { إنما أوتيته على علم } لأنها كلمة أو جملة ، وقرئ بالتذكير { والذين من قبلهم } قارون وقومه فإنه قاله ورضي به قومه { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } من متاع الدنيا .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (50)

جملة { قد قالها } مبيّنة لمضمون { هي فتنة } [ الزمر : 49 ] لأن بيان مغبة الذين قالوا هذا القول في شأن النعمة التي تنالهم يبين أن نعمة هؤلاء كانت فتنة لهم . وضمير { قالَهَا } عائد إلى قول القائل { إنما أوتيته على علم } [ الزمر : 49 ] ، على تأويل القول بالكلمة التي هي الجملة كقوله تعالى : { قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها } [ المؤمنون : 99 ، 100 ] .

و { الذين من قبلهم } هم غير المتدينين ممن سلفوا ممن علمهم الله ، ومنهم قارون وقد حكى عنه في سورة القصص أنه قال ذلك .

والمراد ب { ما كانوا يكسبون } ما كسبوه من أموال . وعدمُ إغنائه عنهم أنهم لم يستطيعوا دفع العذاب بأموالهم . والفاء في { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } لتفريع عدم إغناء ما كسبوه على مقالتهم تلكَ فإن عدم الإغناء مشعر بأنهم حل بهم من السوء ما شأن مثله أن يتطلب صاحبه الافتداء منه ، فإذا كان ذلك السوء عظيماً لم يكن له فداء ، ففي الكلام إيجاز حذف يبينه قوله بعده : { فأصابهم سيئات ما كسبوا } .