تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (50)

الآية 50 وقوله تعالى : { قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } هي{[17992]} ما قال هذا الرجل حين{[17993]} قال : { إنما أوتيته على علم } كان من قارون حين { قال إنما أوتيته على علم عندي } [ القصص : 78 ] .

ولم تزل العادة من الكفرة والرؤساء منهم وأهل الثروة [ أن يقولوا مثل ]{[17994]} هذا الكلام والقول ، وهو ما أخبر عن قوم حين قالوا : { فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ } [ الأعراف : 131 ] وما قال أهل مكة : { وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذَّبين } [ سبإ : 35 ] وغير ذلك من أمثال هذا ، لم يزالوا قائلين{[17995]} هذا .

ثم أخبر أن ذلك لم يُغنهم حين{[17996]} قال : { فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : ما قالوا : [ إنما أوتيناه لكرامة وفضل لنا عند الله .

والثاني : ما قالوا : ]{[17997]} إنما أوتينا{[17998]} هذا بحِيل من عندنا واكتساب .

أخبر أن ذلك لم يُغنهم عن دفع عذاب الله عز وجل [ إذا نزل بهم ، والله أعلم .


[17992]:في الأصل وم: غير.
[17993]:في الأصل وم: حيث.
[17994]:في الأصل وم: قائلون بمثل.
[17995]:في الأصل وم: قائلون.
[17996]:في الأصل وم: حيث.
[17997]:ساقطة من م.
[17998]:في الأصل وم: أوتيناه.