قوله : { قَدْ قَالَهَا } : أي : قال القولةَ المَذْكورةَ . وقُرِئَ " قد قاله " أي : هذا القولَ أو الكلامَ . وإنما عُطِفَتْ هذه الجملةُ ، وهي قوله : { فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ } بالفاء والتي في أول السورة بالواو ؛ لأن هذه مُسَبَّبَةٌ عن قوله : " وإذا ذُكِر " أي : يَشْمَئِزُّون مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ويَسْتَبْشِرون بذِكْرِ آلهتِهم ، فإذا مَسَّ أحدَهم بخلاف الأولى حيث لا تَسَبُّبَ فيها ، فجيء بالواوِ التي لمطلقِ العطفِ ، وعلى هذا فما [ بين ] السببِ والمُسَبَّبِ جملٌ اعتراضيةٌ ، قال معناه الزمخشريُّ . واستبعده الشيخُ من حيث إنَّ أبا عليٍّ يمنع الاعتراضَ بجملتينِ فكيف بهذه الجملِ الكثيرةِ ؟ ثم قال : " والذي يَظْهر في الرَّبْطِ أنه لَمَّا قال : { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } [ الزمر : 47 ] الآية كان ذلك إشعاراً بما يَنالُ الظالمين . مِنْ شِدَّةِ العذاب ، وأنه يَظْهر لهم يومَ القيامة من العذاب ، أَتْبع ذلك بما يَدُلُّ على ظُلمِه وبَغْيه ، إذ كان إذا مَسَّه ضُرٌّ دعا اللَّهَ ، فإذا أَحْسَن إليه لم يَنْسُبْ ذلك إليه " .
قوله : " فما أَغْنى " يجوزُ أَنْ تكونَ " ما " نافيةً أو استفهاميةً مؤولةً بالنفيِ ، وإذا احْتَجْنا إلى تأويلها بالنفيِ فَلْنَجْعَلْها نافيةً استراحةً من المجاز .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.