اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (50)

قوله : { قَدْ قَالَهَا } أي قال القولة المذكورة وهي قوله : { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ } لأنها كلمة أو جملة من القول{[47550]} . وقرئ : قَدْ قَالَهُ أي هذا القول أو الكلام{[47551]} . والمراد بالذين من قبلهم قارون وقومه ، حيث قال : { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عندي } [ القصص : 78 ] وقومه راضُون به فكأنهم قالوها ، ويجوز أن يكون في الأمم الماضية قائلون مثلها{[47552]} .

قوله : { فَمَآ أغنى } يجوز أن يكون «ما » هذه نافية أو استفهامية مؤولة بالنفي{[47553]} . وإذا احتجنا إلى تأويلها بالنفي فلنجعلها نافيةً استراحةً من المجاز . ومعنى الآية ما أغنى عنهم الكفر من العذاب شيئاً .


[47550]:المرجع السابق.
[47551]:حكى هذه القراءة في كتابه أبو حيان في البحر 7/433 والزمخشري في الكشاف 3/403.
[47552]:نقله في الرازي السابق وفي الكشاف 3/403.
[47553]:قال بهذين الوجهين أبو حيان في البحر 7/433 والسمين في الدر 4/656.