تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَٱلزَّـٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا} (2)

1

وقال السدي وغيره : معنى قوله { فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا } أنها تزجر السحاب .

وقال الربيع بن أنس : { فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا } : ما زجر الله عنه في القرآن . وكذا رَوَى مالك ، عن زيد بن أسلم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَٱلزَّـٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا} (2)

واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : فالزّاجِرَاتِ زَجْرا فقال بعضهم : هي الملائكة تزجُر السحاب تسوقه . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : فالزّاجِرَاتِ زَجْرا : قال : الملائكة .

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : فالزّاجِرَاتِ زَجْرا قال : هم الملائكة .

وقال آخرون : بل ذلك آي القرآن التي زجر الله بها عما زَجر بها عنه في القرآن . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فالزّاجِرَاتِ زَجْرا قال : ما زَجَر الله عنه في القرآن .

والذي هو أولى بتأويل الاَية عندنا ما قال مجاهد ، ومن قال هم الملائكة ، لأن الله تعالى ذكره ، ابتدأ القسم بنوع من الملائكة ، وهم الصافون بإجماع من أهل التأويل ، فلأن يكون الذي بعد قسما بسائر أصنافهم أشبه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَٱلزَّـٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا} (2)

بسم الله الرحمن الرحيم { والصافات صفا* فالزاجرات زجرا* فالتاليات ذكرا } أقسم بالملائكة الصافين في مقام العبودية على مراتب باعتبارها تفيض عليهم الأنوار الإلهية منتظرين لأمر الله الزاجرين الأجرام العلوية والسفلية بالتدبير المأمور به فيها أو الناس عن المعاصي بإلهام الخير ، أو الشياطين عن التعرض لهم التالين آيات الله وجلايا قدسه على أنبيائه وأوليائه ، أو بطوائف الأجرام المرتبة كالصفوف المرصوصة والأرواح المدبرة لها والجواهر القدسية المستغرقة في بحار القدس { يسبحون الليل والنهار لا يفترون } أو بنفوس العلماء الصافين في العبادات الزاجرين عن الكفر والفسوق بالحجج والنصائح التالين آيات الله وشرائعه ، أو بنفوس الغزاة الصافين في الجهاد الزاجرين الخيل ، أو العدو التالين ذكر الله لا يشغلهم عنه مباراة العدو والعطف لاختلاف الذوات ، أو الصفات والفاء لترتيب الوجود كقوله :

يا لهف زيابة للحارث الصاب *** اح فالغانم فالآيب

فإن الصف كمال والزجر تكميل بالمنع عن الشر ، أو الإشاقة إلى قبول الخير والتلاوة إفاضته أو الرتبة كقوله عليه الصلاة والسلام " رحم الله المحلقين فالمقصرين " غير أنه لفضل المتقدم على المتأخر وهذا للعكس ، وأدغم أبو عمرو وحمزة التاءات فيما يليها لتقاربها فإنها من طرف اللسان وأصول الثنايا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَٱلزَّـٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا} (2)

ومما أقسم به عز وجل { الزاجرات } واختلف الناس في معناها أيضاً فقال مجاهد والسدي : هي الملائكة التي تزجر السحاب وغير ذلك من مخلوقات الله تعالى ، وقال قتادة : { الزاجرات } هي آيات القرآن المتضمنة النواهي الشرعية .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَٱلزَّـٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا} (2)

الزجرُ : الحث في نهي أو أمر بحيث لا يُترك للمأمور تباطؤ في الإِتيان بالمطلوب ، والمراد به : تسخير الملائكة المخلوقاتتِ التي أمرهم الله بتسخيرها خلقاً أو فعلاً ، كتكوين العناصر ، وتصريف الرياح ، وإزجاء السحاب إلى الآفاق .