تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَٱلزَّـٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا} (2)

بسم الله الرحمان الرحيم

الآيات 1 و2 و3 قوله تعالى : { والصّافّات صفًّا } { فالزّاجرات زجرا } { فالتاليات ذِكرا } اختلف فيه : قال بعضهم : الصافات هي الطير إذا صفّت أجنحتها بين السماء والأرض . وذُكر عن ابن مسعود [ أنه ]{[17598]} قال : الصافات والزاجرات والتاليات ، كلها{[17599]} الملائكة . قال{[17600]} : الصافّات ، اصطفّت الملائكة صفا لعبادة الله عز وجل وتسبيحه . وكذلك ذكر عن ابن عباس وغيره .

إلا أن غيرهما{[17601]} ، يفسر الزاجرات والتاليات أي ملائكة هم . ولسنا نذكر عن ابن مسعود وابن عباس [ هذا ]{[17602]} التفسير .

وقال بعضهم : الزاجرات هم الملائكة الذي يزجرون السحاب والأمطار { فالتاليات ذكرا } هم الملائكة يتلون القرآن والوحي على الرسل والأنبياء عليهم السلام .

وقال قتادة : { والصافات صفا } أقسم الله عز وجل بخلق ممن{[17603]} خلق ، قال : الصافات الملائكة صفوفا في السماء { فالزاجرات زجرا } ما ذكر في القرآن من زواجر عن المعاصي والمساوئ { فالتاليات ذكرا } قال : ما يتلى عليكم في القرآن من أخبار الرسل عليهم السلام وأنباء الأمم التي كانت قبلكم .

وجائز أن يكون { والصافّات صفا } هم الملائكة الذي يصلون لله عز وجل صفوفا على ما ذكر ، { فالزاجرات زجرا } هم الملائكة الموكلون بأرزاق الخلق وسوقها إليهم سوقا { فالتاليات ذكرا } هم الملائكة الموكلون بالتسبيح والتحميد وجميع الأذكار .

ثم وجه القسم بالملائكة الذين ذكر ، والله أعلم ، أنه عز وجل قد عظّم شأن الملائكة وأمرهم في قلوب أولئك الكفرة حتى قالوا : { لولا أنزل مَلَك فيكون معه نذير } [ الفرقان : 7 ] وقالوا{[17604]} : { لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } [ الفرقان : 21 ] [ وصفهم ]{[17605]} الله عز وجل أنهم { لا يعصون الله ما أمرهم } الآية [ التحريم : 6 ] وأنهم{[17606]} { لا يستكبرون عن عبادته } الآية [ الأعراف : 206 والأنبياء 19 ] وأنهم{[17607]} { يسبّحون الليل والنهار } [ الأنبياء : 20 ] الخ .

عظّم الله عز وجل أمر الملائكة [ وشأنهم في ]{[17608]} قلوب أولئك الكفرة وصدقهم عندهم .


[17598]:ساقطة من م.
[17599]:في الأصل وم: كلهم.
[17600]:في الأصل وم: قالا.
[17601]:في الأصل وم: غيره.
[17602]:ساقطة من الأصل و م.
[17603]:في الأصل وم: بم.
[17604]:في الأصل و م: وقولهم.
[17605]:في الأصل و م: وما وصفهم.
[17606]:في الأصل و م: و.
[17607]:في الأصل و م: وقوله عز وجل.
[17608]:من م، في الأصل: شأنهم وفي.