تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{مَّنۡ أَعۡرَضَ عَنۡهُ فَإِنَّهُۥ يَحۡمِلُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وِزۡرًا} (100)

أي : كذب به وأعرض عن اتباعه أمرًا وطلبًا ، وابتغى الهدى في غيره ، فإن الله يضله ويهديه إلى سواء الجحيم ؛ ولهذا قال : { مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا } أي : إثمًا ، كما قال [ الله ]{[19490]} تعالى : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ } [ هود : 17 ] .

وهذا عام في كل من بلغه القرآن من العرب والعجم ، أهل الكتاب وغيرهم ، كما قال تعالى : { لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [ الأنعام : 19 ] . فكل من بلغه القرآن فهو نذير له وداع ، فمن اتبعه هدي ، ومن خالفه وأعرض عنه ضَلَّ وشقي في الدنيا ، والنار موعده يوم القيامة ؛ ولهذا قال : { مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ } أي : لا مَحِيد لهم عنه ولا انفكاك { وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلا } أي : بئس الحمل حملهم . {[19491]}


[19490]:زيادة من ف.
[19491]:في ف: "عليهم".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{مَّنۡ أَعۡرَضَ عَنۡهُ فَإِنَّهُۥ يَحۡمِلُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وِزۡرًا} (100)

وقوله " مَنْ أعْرَضَ عَنْهُ " يقول تعالى ذكره : من ولّى عنه فأدبر فلم يصدّق به ولم يقرّ ، " فإنه يَحْمِلُ يَوْمَ القِيامَة وِزْرا " يقول : فإنه يأتي ربه يوم القيامة يحمل حملاً ثقيلاً ، وذلك الإثم العظيم ، كما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : " يَوْمَ القِيامَةِ وِزْرا " قال : إثما .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج . عن ابن جُرَيج ، عن مجاهد ، مثله .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{مَّنۡ أَعۡرَضَ عَنۡهُ فَإِنَّهُۥ يَحۡمِلُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وِزۡرًا} (100)

{ من أعرض عنه } عن الذكر الذي هو القرآن الجامع لوجوه السعادة والنجاة وقيل عن الله . { فإنه يحمل يوم القيامة وزرا } عقوبة ثقيلة فادحة على كفره ، وذنوبه سماها { وزرا } تشبيها في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها بالحمل الذي يفدح الحامل وينقض ظهره ، أو إثما عظيما .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مَّنۡ أَعۡرَضَ عَنۡهُ فَإِنَّهُۥ يَحۡمِلُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وِزۡرًا} (100)

وقوله { من أعرض عنه } يريد بالكفر به والتكذيب له ، و «الوزر » الثقل وهو هاهنا ثقل العذاب بدليل قوله تعالى : { خالدين فيه } .