إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{مَّنۡ أَعۡرَضَ عَنۡهُ فَإِنَّهُۥ يَحۡمِلُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وِزۡرًا} (100)

{ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ } عن ذلك الذكرِ العظيم الشأنِ المستتبِع لسعادة الدارين ، وقيل : عن الله عز وجل ، ومَنْ إما شرطيةٌ أو موصولةٌ وأياً ما كانت فالجملةُ صفةٌ لذكراً { فَإِنَّهُ } أي المعرِضُ عنه { يَحْمِلُ يَوْمَ القيامة وِزْراً } أي عقوبةً ثقيلةً فادحة على كفره وسائرِ ذنوبه ، وتسميتُها وِزراً إما لتشبيهها في ثِقلها على المعاقَب وصعوبةِ احتمالها بالحِمْل الذي يفدَح الحاملَ وينقُض ظهرَه ، أو لأنها جزاءُ الوِزْر وهو الإثمُ والأولُ هو الأنسبُ بما سيأتي من تسميتها حِملاً