تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ} (29)

{ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } أي : لم يدفع عني مالي ولا جاهي عذابَ الله وبَأسه ، بل خَلَص الأمر إليَّ وحدي ، فلا معين لي ولا مجير .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ} (29)

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الذي أوتي كتابه بشماله : ما أغْنَى عَنّى ماليَهْ يعني أنه لم يدفع عنه ماله الذي كان يملكه في الدنيا من عذاب الله شيئا هَلَكَ عَنّى سُلْطانِيَهْ يقول : ذهبت عنى حججى ، وضلت ، فلا حجة لي أحتجّ بها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، مقال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس هَلَكَ عَنّى سُلْطانِيَهْ يقول : ضلت عنى كلّ بينة فلم تغن عنى شيئا .

حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطّفاويّ ، قال : حدثنا محمد بن ربيعة ، عن النضر بن عربي ، قال : سمعت عكرِمة يقول : هَلَكَ عَنّى سُلْطانِيَهْ قال : حُجتي .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله هَلَكَ عَنّى سُلْطَانِيَهْ قال : حُجتي .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله هَلَكَ عَنّى سُلْطانِيَهْ أما والله ما كلّ من دخل النار كان أمير قرية يجبيها ، ولكن الله خلقهم ، وسلطهم على أقرانهم ، وأمرهم بطاعة الله ، ونهاهم عن معصية الله .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : هَلَكَ عَنّى سُلْطَانِيَهْ يقول : بينتي ضلّت عني .

وقال آخرون : عنى بالسلطان في هذا الموضع : الملك . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : هَلَكَ عَنّى سُلْطانِيَهْ قال : سلطان الدنيا .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ} (29)

هلك عني سلطانيه ملكي وتسلطي على الناس أو حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا وقرأ حمزة عني مالي عني سلطاني بحذف الهاءين في الوصل والباقون إثباتها في الحالين .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ} (29)

و «السلطان » في الآية : الحجة على قول عكرمة ومجاهد ، قال بعضهم ونحا إليه ابن زيد ينطق بذلك ملوك الدنيا الكفرة ، والظاهرة عندي أن سلطان كل أحد حاله في الدنيا من عدد وعدد ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه »{[11295]} .


[11295]:أخرجه مسلم في المساجد وأبو داود في الصلاة، والترمذي في المواقيت والأدب، والنسائي في الإمامة، وابن ماجه في الإقامة، وأحمد في مسنده (1/184، 5/272)، ولفظه كما جاء في مسند أحمد: عن أبي مسعود الأنصاري البدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى وأقدمهم قراءة، فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانت هجرتهم سواء فليؤمهم أكبرهم سنا، ولا يؤم الرجل في أهله ولا في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته في بيته إلا أن يأذن لك أو إلا بإذنه).