9 هلك عني سلطانيه : ضاع سلطاني وفقدت قوتي أو فقدت حجتي وبرهاني .
{ فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ( 13 )وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة( 14 ) فيومئذ وقعت الواقعة 1 ( 15 )وانشقت السماء فهي يومئذ واهية2 ( 16 ) والملك 3 على أرجاءها 4 ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ( 17 ) يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ( 18 ) فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه( 19 ) إني ظننت 5 أني ملاق حسابيه ( 20 ) فهو في عيشة راضية ( 21 ) في جنة عالية ( 22 ) قطوفها دانية6 ( 23 ) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم 7 في الأيام الخالية8 ( 24 ) وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوتى كتابيه ( 25 ) ولم أدري ما حسابيه ( 26 ) يا ليتها كانت القاضية ( 27 ) ما أغنى عني ماليه ( 28 ) هلك عني سلطانيه9 ( 29 ) خذوه فغلوه 10( 30 ) ثم الجحيم صلوه 11( 31 ) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ( 32 ) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ( 33 ) ولا يحض على طعام المسكين ( 34 ) فليس له اليوم هاهنا حميم 12 ( 35 ) ولا طعام إلا من غسلين 13( 36 ) لا يأكله إلا الخاطئون ( 37 ) }[ 13-37 ] .
هذه الآيات احتوت وصف الحالة في يوم القيامة :
فحينما يحين الحين وينفخ في الصور وتحمل الأرض والجبال فتندك وتنهار وتشقق السماء وتتداعى تكون الواقعة قد وقعت والقيامة قد قامت . وإذ ذاك يحدق الملائكة بجميع الأرجاء والجوانب ، ويتجلى الله على عرشه المحمول من قبل ثمانية من ملائكته فوق الكون والخلق ، ويعرض الناس عليه دون أن تخفى منهم خافية ، ويكون قضاء الله فيهم ، حيث يكونون فريقين : فريقا يعطي كتابه بيمينه فيبتهج ويسر بما كان عليه من يقين بالله ولقائه وحسابه ويدخل الجنة ليتمتع فيها بالعيشة الراضية والقطوف الدانية ، ويقال له : كل واشرب هنيئا فهذا جزاء ما قدمت من صالح العمل في الدنيا .
وفريقا يعطى كتابه بشماله فيعتريه الرعب ويستشعر بالندم والحسرة ويتمنى لو لم يبعث ولم يحاسب ، ويعول قائلا إن ماله لم يغن عنه شيئا ، وسلطانه أو حجته قد غابت عنه ويؤمر الموكلون بالعذاب بأخذه وغل يده وطرحه في جنهم وربطه بسلسلة طولها سبعون ذراعا ؛ لأنه لم يؤمن بالله العظيم ، ولم يكن يحض على طعام المسكين ، ولن يجد له حينئذ صديقا حميما ولا ناصرا معينا ، ولن يكون له طعام إلا الصديد المعد للآثمين أمثاله .
والصلة بين هذه الآيات وسابقاتها قائمة في هدف التذكير والإنذار . فكما أهلك الله المكذبين الكافرين الأولين بأنواع البلاء في الدنيا فقد أعد لهم أنواع العذاب في الآخرة . وشأن كفار العرب شأن الكفار السابقين ومصيرهم هو نفس المصير .
وقد ذكر مصير المؤمنين الصالحين في سياق ذكر مصير الكفار للمقابلة والتنويه جريا على الأسلوب القرآني .
والآيات الأولى قد استهدفت – كما هو المتبادر بالإضافة إلى حقيقة المشاهد الأخروية التي يجب الإيمان بها – تصوير شدة هول القيامة للتذكير والإنذار . وقد جاء وصف مصير المؤمنين أخاذا من شأنه أن يبعث الطمأنينة والاستبشار والرغبة في العمل الصالح في المؤمنين كما جاء وصف مصير الكفار مفزعا يثير الخوف ويحمل على الارعواء ، وهذا وذاك مما استهدفته الآيات فيما هو المتبادر أيضا .
ولقد استعيرت المألوفات الدنيوية في وصف مصير الفريقين جريا على النظم القرآني وتحقيقا لهدف التأثير في السامعين على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة عديدة .
ولقد نبهنا قبل على ما تعنيه عبارات إيتاء كتب الأعمال في الآخرة من اليمين والشمال في مناسبة سابقة فلا ضرورة للتكرار .
ولقد روى الطبري عن بعض التابعين أن كل ذراع من أذرع السلسلة سبعون باعا ، وكل باع أبعد مما بين مكة والكوفة وأن معنى { فاسلكوه } هو إدخال السلسلة في فيه حتى تخرج من دبره أو في دبره حتى تخرج من منخريه . وفي كتب التفسير الأخرى روايات وأقوال مماثلة بدون سند وثيق ، ومهما يكن من أمرها فهي من باب الترهيب وإثارة الخوف في نفوس الكفار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.