تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالُواْ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقّٖ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا نُرِيدُ} (79)

{ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ } أي : إنك تعلم{[14792]} أن نساءنا لا أرب لنا فيهن ولا نشتهيهن ، { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } أي : ليس لنا غرض إلا في الذكور ، وأنت تعلم ذلك ، فأي حاجة في تكرار القول علينا في ذلك ؟

قال السدي : { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } إنما نريد الرجال .


[14792]:- في ت ، أ : "لتعلم".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالُواْ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقّٖ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا نُرِيدُ} (79)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ وَإِنّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } .

يقول تعالى ذكره : قال قوم لوط للوط : لَقَدْ عَلِمْتَ يا لوط ما لَنا في بنَاتِكَ مِنْ حَق لأنهنَ لَسْن لنا أزواجا . كما :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : قالُوا : لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا في بَناتِكَ مِنْ حَق : أي من أزواج وَإنّكَ لَتَعْلَم ما نُرِيدُ .

وقوله : وَإنّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ يقول : قالوا : وإنك يا لوط لتعلم أن حاجتنا في غير بناتك ، وأن الذي نريد هو ما تنهانا عنه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني موسى ، قال : حدثنا عمرو ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : وَإنّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ إن نريد الرجال .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : وَإنّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ : أي إن بُغْيتنا لغير ذلك ، فلما لم يتناهوا ، ولم يردّهم قوله ، ولم يقبلوا منه شيئا مما عرض عليهم من أمور بناته . قالَ لَوْ أنّ لي بِكُمْ قُوّةً أوْ آوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ .