فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقّٖ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا نُرِيدُ} (79)

فأجابوا عليه معرضين عما نصحهم به ، وأرشدهم إليه ، بقولهم : { مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ }أي : ما لنا فيهم من شهوة ولا حاجة ، لأن من احتاج إلى شيء فكأنه حصل له فيه نوع حق . ومعنى ما نسبوه إليه من العلم أنه قد علم منهم المكالبة على إتيان الذكور ، وشدّة الشهوة إليهم ، فهم من هذه الحيثية كأنهم لا حاجة لهم إلى النساء ؛ ويمكن أن يريدوا : أنه لا حق لنا في نكاحهنّ ؛ لأنه لا ينكحهنّ ويتزوج بهن إلا مؤمن ، ونحن لا نؤمن أبداً . وقيل : إنهم كانوا قد خطبوا بناته من قبل فردّهم ، وكان من سنتهم أن من خطب فردّ ، فلا تحل المخطوبة أبداً { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } من إتيان الذكور .

/خ83