تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ} (46)

وتقدير كلامه : أنهم لا يجيبون إلى ذلك ويعرضون عنه . واكتفى عن ذلك بقوله : { وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ } أي : على التوحيد وصدق الرسل { إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ } أي : لا يتأملونها ولا ينتفعون{[24765]} بها .


[24765]:- في أ : "ولا يشعرون".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ} (46)

وقوله : { وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبّهمْ إلاّ كَانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ } يقول تعالى ذكره : وما تجيء هؤلاء المشركين من قريش آية ، يعني حجة من حُجَج الله ، وعلامة من علاماته على حقيقة توحيده ، وتصديق رَسُوله ، إلا كانوا عنها معرضين ، لا يتفكرون فيها ، ولا يتدبرونها ، فيعلموا بها ما احتجّ الله عليهم بها .

فإن قال قائل : وأين جواب قوله : { وَإذا قِيلَ لَهُمُ اتّقُوا ما بَيَنَ أيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ } ؟ قيل : جوابه وجواب قوله { وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبّهمْ } . . . قوله : { إلاّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ } ؛ لأن الإعراض منهم كان عن كلّ آية لله ، فاكتفى بالجواب عن قوله :

{ اتّقُوا ما بَينَ أيْدِيكُمْ }وعن قوله : وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ بالخبر عن إعراضهم عنها لذلك ؛ لأن معنى الكلام : وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم أعرضوا ، وإذا أتتهم آية أعرضوا .