تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ} (46)

الآية 46 وقوله تعالى : { وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين } هذا ، والله أعلم ، في قوم خاص اعتادوا العناد والمكابرة في ردّ الآيات والإعراض عنها لما كان سؤالهم الآيات [ سؤال تعنّت ]{[17490]} لا سؤال استرشاد . ولو كان سؤالهم سؤال استرشاد لكان قد أنزل لهم من الآيات وآتاهم ما يلزمهم قبولها والتمسك بها .

ثم الإعراض والعناد يكون بوجهين :

أحدهما : يُعرض لما لم يوقع{[17491]} له الترك التأمّل والنظر فيها .

والثاني : يعرض عنها إعراض عناد بعد التحقق والتّيقن /447-أ/ والعلم أنها آيات ، والله أعلم .


[17490]:في الأصل: تعنت، في م: تعنتا.
[17491]:في الأصل وم: يقع.