فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ} (46)

{ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ } ما هي النافية وصيغة المضارع للدلالة على التجدد ومن الأولى مزيدة للتوكيد والثانية للتبعيض والمعنى : ما تأتيهم من آية دالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صحة ما دعا إليه من التوحيد في حال من الأحوال .

{ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ } وظاهره يشمل الآيات التنزيلية والتكوينية ، والمراد بالإعراض عدم الالتفات إليها وترك النظر الصحيح فيها ، وهذه الآية متعلقة بقوله : يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون إذا جاءتهم الرسل كذبوا ، وإذا أتوا بالآيات أعرضوا عنها .