صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَهُمۡ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ يُهۡرَعُونَ} (70)

{ فهم على آثارهم يهرعون } أي فهم يزعجون ويحثون على الإسراع في السعي على آثار آبائهم من غير تدبر ، ومع ظهور كونهم على الباطل بأدنى تأمل . والإهراع : الإسراع الشديد . أو إسراع فيه رعدة . يقال : هرع وأهرع – بالبناء للمجهول فيهما – إذا استحث وأزعج . وأقبل يهرع : أي يرعد في غضب أو ضعف أو خوف .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَهُمۡ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ يُهۡرَعُونَ} (70)

{ فهم } أي البعداء البغضاء { على آثارهم } أي التي لا تكاد تبين لأحد لخفاء مذاهبها لوهيها وشدة ضعفها وانطماس معالمها ، لا على غيرها { يهرعون * } أي كأنهم يلجئهم ملجئ إلى الإسراع ، فهم في غاية المبادرة إلى ذلك من غير توقف على دليل ولا استضاءة بحجة بحيث يلحق صاحب هذا الإسراع من شدة تكالبه عليه شيء هو كالرعدة ، وذلك ضد توقفهم وجمودهم فيما أتاهم به رسولنا صلى الله عليه وسلم من شجرة الزقوم وغيرها مما هو في غاية الوضوح والجلاء ، فأمعنوا في التكذيب به والاستهزاء ، وأصروا بعد قيام الدلائل ، فكانوا كالجبال ثباتاً على ضلالهم ، والحجارة الصلاب الثقال رسوخاً في لازب أوحالهم .