صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{طَلۡعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ} (65)

{ طلعها كأنه رءوس الشياطين . . . } أي ثمرها الذي يطلع منها – في تناهي قبحه وكراهيته – كأنه رءوس الشياطين في قبح منظرها وبشاعتها ؛ يكره أهل النار على أكله ، فهم يتزقمونه على أشد الكراهة . والتشبيه بها على نحو ما جرى به استعمال المخاطبين من التشبيه بالشيطان إذا أرادوا المبالغة في تقبيح الشيء . فيشبهون كل ما تناهى في القبح بما يتخيله الوهم وإن لم يروه ، وهو وجه الشيطان أو رأسه ؛ على حد التشبيه بأنياب

الأغوال . والمعنى : أذلك الرزق المعلوم المعد لأهل الجنة خير ، أم شجرة الزقوم المعدة لأهل النار ؟ ! .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{طَلۡعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ} (65)

ثم زاد ذلك وضوحاً وتصويراً بقوله : { طلعها } أي الذي هو مثل طلع النخل في نموه ثم تشققه عن ثمره { كأنه رءوس الشياطين * } فيما هو مثل عند المخاطبين فيه ، وهو القباحة التي بلغت النهاية ، وهذا المثل واقع في أتم مواقعه سواء كان الشيطان عندهم اسماً للحية أو لغيرها ، لأن قبح الشياطين وما يتصل بهم في أنهم شر مخص لا يخلطه خير مقرر في النفوس ، ولهذا كان كل من استقبح منظر إنسان أو فعله يقول : كأنه شيطان ، كما انطبع في النفوس حسن الملائكة وجلالتهم فشبهوا لهم الصور الحسان ، ولذلك سمت العرب ثمر شجر يقال له الأستن بهذا الاسم ، وهو شجر خشن مر منتن منكر الصورة .