{ طلعها كأنه رءوس الشياطين . . . } أي ثمرها الذي يطلع منها – في تناهي قبحه وكراهيته – كأنه رءوس الشياطين في قبح منظرها وبشاعتها ؛ يكره أهل النار على أكله ، فهم يتزقمونه على أشد الكراهة . والتشبيه بها على نحو ما جرى به استعمال المخاطبين من التشبيه بالشيطان إذا أرادوا المبالغة في تقبيح الشيء . فيشبهون كل ما تناهى في القبح بما يتخيله الوهم وإن لم يروه ، وهو وجه الشيطان أو رأسه ؛ على حد التشبيه بأنياب
الأغوال . والمعنى : أذلك الرزق المعلوم المعد لأهل الجنة خير ، أم شجرة الزقوم المعدة لأهل النار ؟ ! .
ثم زاد ذلك وضوحاً وتصويراً بقوله : { طلعها } أي الذي هو مثل طلع النخل في نموه ثم تشققه عن ثمره { كأنه رءوس الشياطين * } فيما هو مثل عند المخاطبين فيه ، وهو القباحة التي بلغت النهاية ، وهذا المثل واقع في أتم مواقعه سواء كان الشيطان عندهم اسماً للحية أو لغيرها ، لأن قبح الشياطين وما يتصل بهم في أنهم شر مخص لا يخلطه خير مقرر في النفوس ، ولهذا كان كل من استقبح منظر إنسان أو فعله يقول : كأنه شيطان ، كما انطبع في النفوس حسن الملائكة وجلالتهم فشبهوا لهم الصور الحسان ، ولذلك سمت العرب ثمر شجر يقال له الأستن بهذا الاسم ، وهو شجر خشن مر منتن منكر الصورة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.