تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
في الآخرة { العذاب الأكبر } وإنما سماه الله الأكبر لأن الله كان أوعدهم القتل والجوع في الدنيا ، فقال : الأكبر ، لأنه أكبر من الجوع والقتل ، وهو عذاب جهنم ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله : "فَيُعَذّبُهُ اللّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ" : هو عذاب جهنم ، يقول : فيعذّبه الله العذاب الأكبر على كفره في الدنيا ، وعذاب جهنم في الآخرة .
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
...ويراد ب ( العذاب الأكبر ) «عذاب الآخرة » الذي يقابل عذاب الدنيا الصغير نسبة لحجم وسعة عذاب الآخرة ، بقرينة الآية ( 26 ) من سورة الزمر : ( فأذاقهم اللّه الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر ) . ...
" فيعذبه الله العذاب الأكبر " وهي جهنم الدائم عذابها . وإنما قال : " الأكبر " لأنهم عذبوا في الدنيا بالجوع والقحط والأسر والقتل . ودليل هذا التأويل قراءة ابن مسعود : " إلا من تولى وكفر فإنه يعذبه اللّه " . وقيل : هو استثناء متصل . والمعنى : لست بمسلط إلا على من تولى وكفر ، فأنت مسلط عليه بالجهاد ، واللّه يعذبه بعد ذلك العذاب الأكبر ، فلا نسخ في الآية على هذا التقدير . وروي أن عليا أتى برجل ارتد ، فاستتابه ثلاثة أيام ، فلم يعاود الإسلام ، فضرب عنقه ، وقرأ " إلا من تولى وكفر " . وقرأ ابن عباس وقتادة " ألا " على الاستفتاح والتنبيه ، كقول امرئ القيس :
ألا رُبَّ يومٍ لك منهن صَالِحٍ{[16018]}
و " من " على هذا : للشرط . والجواب " فيعذبه اللّه " والمبتدأ بعد الفاء مضمر ، والتقدير : فهو يعذبه اللّه ، لأنه لو أرتد الجواب بالفعل الذي بعد الفاء لكان : إلا من تولى وكفر يعذبه اللّه .
وأجاب الشرط بقوله مسبباً عنه : { فيعذبه } أشد العذاب الذي لا يطيقه أصلب الحديد ولا أشد الجبال { الله } أي الملك الأعظم بسبب تكبره على الحق ومخالفته لأمرك المطاع ومرادك الذي كله الحسن الجميل ، ولعله صوره وهو منقطع بصورة المتصل بالتعبير بأداته إشارة إلى أن العذاب من الله عذاب منه صلى الله عليه وسلم ، لأن سببه تكذيبهم له ، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما " ألا " بالفتح والتخفيف على أنها استفتاحية { العذاب الأكبر * } يعني عذاب الآخرة ، ويجوز أن يكون الاستثناء متصلاً فيكون المعنى : أن من أصر على الكفر يسلطه الله عليه فيقتله فيعذبه الله في الدار الآخرة ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.