نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ} (24)

وأجاب الشرط بقوله مسبباً عنه : { فيعذبه } أشد العذاب الذي لا يطيقه أصلب الحديد ولا أشد الجبال { الله } أي الملك الأعظم بسبب تكبره على الحق ومخالفته لأمرك المطاع ومرادك الذي كله الحسن الجميل ، ولعله صوره وهو منقطع بصورة المتصل بالتعبير بأداته إشارة إلى أن العذاب من الله عذاب منه صلى الله عليه وسلم ، لأن سببه تكذيبهم له ، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما " ألا " بالفتح والتخفيف على أنها استفتاحية { العذاب الأكبر * } يعني عذاب الآخرة ، ويجوز أن يكون الاستثناء متصلاً فيكون المعنى : أن من أصر على الكفر يسلطه الله عليه فيقتله فيعذبه الله في الدار الآخرة ،