فيعذبه الله العذاب الأكبر ، وهو جهنم الدائم عذابها ، وإنما قال : «الأكبر » ؛ لأنهم عذّبوا في الدنيا بالجوع ، والقَحْط ، والأسْر ، والقَتْل ، ويؤيد هذا التأويل : قراءة{[60023]} ابن مسعود : «إلا مَنْ تَوَلَّى وكَفَر فإنَّه يُعَذِّبُهُ الله » .
وقيل : هو استثناء متصل ، والمعنى : لست مسلَّطاً إلى على من تولى وكفر ، فأنت مسلَّط عليه بالجهاد ، والله - تعالى - يعذبه ذلك العذاب الأكبر ، فلا نسخ في الآية على هذا التقدير .
وقرأ ابنُ عبَّاسٍ{[60024]} وزيد بن عليٍّ ، وزَيْدُ بنُ أسلمَ ، وقتادةُ : «ألا » حرف استفتاح وتنبيه ؛ كقول امرئ القيس : [ الطويل ]
5187- ألا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ *** . . . {[60025]}
و«مَنْ » على هذا شرط ، فالجملة مقدرة شرطية ، والجواب : «فيعذبه الله » ، والمبتدأ بعد الفاء مضمر ، والتقدير : فهو يعذبه الله ؛ لأنه لو أريد الجواب بالفعل الذي بعد الفاء لكان : «إلا من تولى وكفر يعذبه الله » .
[ قال شهاب الدين{[60026]} : أو موصول مضمن معناه ]{[60027]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.