صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

{ أكفاركم خير من أولئك } أي أكفاركم يا أهل مكة أقوى وأشد وأقدر ! أو أقل كفرا وعنادا من أولئك الكفار الماضين ؛ ليكون ذلك سببا لأمنكم من حلول مثل عذابهم بكم ؟ ليس الأمر كذلك ! فلم لا تخافون أن يحل بكم مثل ما حل بهم من العذاب ! ؟ والخطاب لهم على ضرب من التجريد ؛ فكأنه جرد منهم كفار وأضيفوا إليهم مبالغة في كفرهم . { أم لكم براءة في الزبر } أي بل الكفاركم براءة فيما نزل من الكتب من العذاب على الكفر فلذلك لا تخافون ؟ ! ليس الأمر كذلك !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

أم لكم براءة : أم عندكم كتابٌ فيه نجاتكم من العذاب .

الزُبُر : جمع زبور ، وهي الكتب السماوية .

يوجَّه الخطابُ هنا إلى قريشٍ ومن والاهم . أكفاركم يا معشَر قريشٍ ، أقوى من تلك الأقوامِ التي ذُكرت ، فأنتم لستم بأكثرَ منهم قوة ، ولا أوفرَ عددا . وهل عندكم صكٌّ مكتوب فيه براءتكم من العذاب ! .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

والمراد من ذكر هذه القصص تحذير [ الناس و ] المكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قال :

{ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ } أي : هؤلاء الذين كذبوا أفضل الرسل ، خير من أولئك المكذبين ، الذين ذكر الله هلاكهم وما جرى عليهم ؟ فإن كانوا خيرا منهم ، أمكن أن ينجوا من العذاب ، ولم يصبهم ما أصاب أولئك الأشرار ، وليس الأمر كذلك ، فإنهم إن لم يكونوا شرا منهم ، فليسوا بخير منهم ، { أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ } أي : أم أعطاكم الله عهدا وميثاقا في الكتب التي أنزلها على الأنبياء ، فتعتقدون حينئذ أنكم الناجون بإخبار الله ووعده ؟

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

ثم خوف أهل مكة فقال :{ أكفاركم خير من أولئكم } أشد وأقوى من الذين أحللت بهم نقمتي من قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون ؟ وهذا استفهام بمعنى الإنكار أي : ليسوا بأقوى منهم ، { أم لكم براءة } من العذاب ، { في الزبر } في الكتب ، أنه لن يصيبكم ما أصاب الأمم الخالية .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

قوله تعالى : " أكفاركم خير من أولئكم " خاطب العرب . وقيل : أراد كفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : استفهام ، وهو استفهام إنكار ومعناه النفي ، أي ليس كفاركم خيرا من كفار من تقدم من الأمم الذين أهلكوا بكفرهم . " أم لكم براءة في الزبر " أي في الكتب المنزلة على الأنبياء بالسلامة من العقوبة . وقال ابن عباس : أم لكم في اللوح المحفوظ براءة من العذاب .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

{ أكفاركم خير من أولائكم } هذا خطاب لقريش على وجه التهديد والهمزة للإنكار ومعناه : هل الكفار منكم خير عند الله من الكفار المتقدمين المذكورين بحيث أهلكناهم لما كذبوا الرسل وتنجون أنتم وقد كذبتم رسلكم ، بل الذي أهلكهم يهلككم .

{ أم لكم براءة في الزبر } معناه أم لكم في كتاب الله براءة من العذاب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

ولما بلغت هذه المواعظ الانتهاء ، وعلت أقدامها على رتبة السها ، ولم يبن ذلك كفار قريش عن شرادهم ، ولا فتر من جحودهم وعنادهم ، كان لسان حالهم قائلاً : إنا لا نخاف شيئاً من هذا ، فكان الحال مقتضياً لأن يقال لهم إلزاماً بالحجة : { أكفاركم } الراسخون منكم في الكفر الثابتون عليه يا أيها المكذبون لهذا النبي الكريم الساترون لشموس دينه { خير } في الدنيا بالقوة والكثرة أو الدين عند الله أو عند الناس { من أولائكم } أي الكفار العظماء الجبابرة الأشداء الذين وعظناكم بهم في هذه السورة ليكون ذلك سبباً لافتراق حالهم منهم فيأمنوا العذاب مع جامع التكذيب وإن لم يكن لهم براءة من الله { أم لكم } أجمعين دونهم كفاركم وغير كفاركم { براءة } من العذاب من الله { في الزبر * } أي الكتب الآتية من عنده أأمنتم بها من العذاب مع أنهم خير منكم ، فالآية من الاحتباك : أثبت الخيرية أولاً دليلاً على حذفها ثانياً ، والبراءة ثانياً دليلاً على حذفها أولاً .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

قوله : { أكفاركم خير من أولئكم } يخاطب الله المشركين المكذبين من العرب بقوله لهم على سبيل الإنكار والنفي : ليس كفاركم خيرا من الكافرين السابقين كقول نوح وعاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون ، أولئك الذين أحللت بهم عقابي وانتقامي بسبب كفرهم وضلالهم واستكبارهم { أم لكم براءة في الزبر } أم لكم أيها المشركون براءة في كتب الله أن يصيبكم عقاب بكفركم وتكذيبكم فأمنتم بتلك البراءة .