اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

ثم خوف أهل مكة فقال : { أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ } أي أشد وأقوى من الذين أحللت بهم نِقْمَتي من قوم نوح وعاد ، وثمود ، وقم لوط . وهذا استفهام بمعنى الإنكار ، أي ليسوا بأقوى منهم ، فمعناه نفي أي ليس كفاركم خيراً من كفار من تقدم من الأمم الذين أهلكوا بكفرهم .

وقوله : «خَيْرٌ » مع أنه لا خير فيهم إما أن يكون كقول حسان :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الْفِدَاءُ{[54147]}

أهو بحسب زعمهم ، واعتقادهم ، أو المراد بالخير شدة القوة ، أو لأن كل مُمْكِن فلا بدّ وأن يكون فيه صفات محمودة ، والمراد تلك الصفات .

{ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزّبر } أي في الكتب المنزلة على الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بالسلامة من العقوبة . وقال ابن عباس - ( رضي الله عنهما - ){[54148]} أم لكم في اللوح المحفوظ براءة من العذاب .


[54147]:سبق ذكره وجيء به هنا ليدل على أن المراد من خير غير التفضيل كما هي في قول حسان وانظر الرازي 15/66.
[54148]:زيادة من أ.