فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَـٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ} (43)

ثم خوف سبحانه كفار مكة فقال :{ أكفاركم خير من أولئكم ؟ } الاستفهام للإنكار ، والمعنى النفي ، أي ليس كفاركم يا أهل مكة ، أو يا معشر العرب ، خير من كفار من تقدمكم من الأمم الذين أهلكوا بسبب الكفر ، فكيف تطمعون في السلامة من العذاب ، وأنتم شر منهم ؟ قال ابن عباس : يقول : ليس كفاركم خيرا من قوم نوح ، وقوم لوط ، وقيل : من قوم عاد وثمود ، وفرعون وقومه ، ثم أضرب سبحانه عن ذلك ، وانتقل إلى تبكيتهم بوجه آخر ، هو أشد من التبكيت بالوجه الأول فقال :

{ أم لكم براءة في الزبر ؟ } هي الكتب المنزلة على الأنبياء ، والمعنى إنكار أن تكون لهم براءة من عذاب الله ، في شيء من كتب الأنبياء ،