صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا} (9)

{ وجعلنا نومكم سباتا } أي قطعا لأعمالكم . وهو إشارة إلى ما قاله تعالى في صفة الليل : " لتسكنوا فيه " لتستريحوا فيه من عناء العمل طول النهار ؛ من السبت وهو القطع . يقال : سبت الشيء سبتا ، قطعه . وسبت شعره وسلته : حلقه ؛ والفعل كضرب ونصر . أو جعلناه نوما خفيفا غير ممتد حتى لا يختل أمر معاشكم ؛ من السبت بمعنى الراحة والسكون . يقال : سبت يسبت ، استراح وسكن .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا} (9)

{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا } أي : راحة لكم ، وقطعا لأشغالكم ، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم ،

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا} (9)

" وجعلنا نومكم سباتا " " جعلنا " معناه صيرنا ؛ ولذلك تعدت إلى مفعولين . " سباتا " المفعول الثاني ، أي راحة لأبدانكم ، ومنه يوم السبت أي يوم الراحة ، أي قيل لبني إسرائيل : استريحوا في هذا اليوم ، فلا تعملوا فيه شيئا . وأنكر ابن الأنباري هذا وقال : لا يقال للراحة سبات . وقيل : أصله التمدد ؛ يقال : سبتت المرأة شعرها : إذا حلته وأرسلته . فالسبات كالمد ، ورجل مسبوت الخلق : أي ممدود . وإذا أراد الرجل أن يستريح تمدد ، فسميت الراحة سبتا . وقيل : أصله القطع . يقال : سبت شعره سبتا : حلقه ، وكأنه إذا نام انقطع عن الناس وعن الاشتغال ، فالسبات يشبه الموت ، إلا أنه لم تفارقه الروح . ويقال : سير سبت : أي سهل لين . قال الشاعر{[15733]} :

ومطويةِ الأقرابِ أما نَهَارُهَا *** فَسَبْتٌ وأما ليلُهَا فَذَمِيلُ


[15733]:هو حميد بن ثور، والسبت: السير السريع. والذميل: السير اللين.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا} (9)

{ وجعلنا نومكم سباتا } أي : راحة لكم ، وقيل : معناه قطعا للأعمال والتصرف والسبت القطع وقيل : معناه : موتا لأن النوم هو الموت الأصغر ومنه قوله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } [ الزمر : 42 ] .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا} (9)

ولما ذكر ما هو سبب لبقاء النوع ، ذكر ما هو سبب لحفظه{[71079]} من إسراع الفساد فقال : { وجعلنا } أي بما لنا من العظمة { نومكم } الذي ركبنا البدن على قبوله { سباتاً * } أي{[71080]} قطعاً عن الإحساس والحركة التي أتعبتكم في نهاركم مع{[71081]} الامتداد والاسترسال إراحة للقوى الحيوانية والحواس الجثمانية{[71082]} وإزاحة لكلالها{[71083]} مع أنه قاطع لكمال الحياة ، فهو مذكر {[71084]}بالموتة الكبرى{[71085]} والاستيقاظ مذكر بالبعث ، قال الزجاج{[71086]} : السبات أن ينقطع عن الحركة والروح فيه .


[71079]:من ظ و م، وفي الأصل: حفظه.
[71080]:زيد من ظ و م.
[71081]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[71082]:من ظ و م، ، الأصل: الجسمانية.
[71083]:من ظ و م، وفي الأصل: لكلاها.
[71084]:من ظ و م، وفي الأصل: بالموت الكبير.
[71085]:من ظ و م، وفي الأصل: بالموت الكبير.
[71086]:راجع المعالم 7/166.