تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا} (9)

الآية 9 : وقوله تعالى : { وجعلنا نومكم سباتا } قيل : السبات التمدد/ وقيل : السبات النوم الذي لا حركة فيه . ولهذا قيل للذي شبيه بالميت : مسبوت ، وقيل : السبات الراحة ، ولذلك سمّي [ يوم السبت سبتا ]{[23004]} لأنه يوم راحة وترك العمل في بني إسرائيل .

ثم في إنشاء النوم دليل سلطانه ودخول الخلق بأجمعهم تحت تدبيره ؛ إذ لا يتهيأ لأحد الاحتراز من النوم حتى لا يعتريه ، بل يقهر الجبابرة ، فيذلهم ، ولا يمكنهم الخلاص منه بالحيل والأسباب .

ثم النوم من أثقل الأحمال وأشدها ، ثم إذا زايل الإنسان ، وعاد المرء إلى حال اليقظة ، وجد في نفسه خفة وراحة ، ومن شأن هذا الإنسان أنه إذا حمل الحمل الثقيل مسه من ذلك فتور وكلال ، لا يزول عنه ساعة ما يضع الحمل عن نفسه ، بل يبقى ذلك الكلال فيه إلى مدة . فمن تدبر في أمر النوم دله على عظم شأنه وعجائب تدبيره .


[23004]:في الأصل و م: السبت.