فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا} (9)

{ وجعلنا نومكم سباتا } قال الزجاج السبات أن ينقطع عن الحركة والروح في بدنه أي جعلنا نومكم راحة لكم ، قال ابن الأنباري جعلنا نومكم قطعا لأعمالكم لأن أصل السبت القطع ، وقيل أصله التمدد يقال سبتت المرأة شعرها إذا حلته وأرسلته ، ورجل مسبوت الخلق أي ممدوده ، والرجل إذا أراد أن يستريح تمدد فسمي النوم سباتا .

وفي المختار السبات النوم وأصله الراحة وبابه نصر . وفي المصباح السبات كغراب النوم الثقيل ، وأصله الراحة يقال سبت يسبت من باب قتل وسبت بالبناء للمفعول غشي عليه وأيضا مات ، ومن هنا قيل المعنى وجعلنا نومكم موتا ، والنوم أحد الموتتين فالمسبوت يشبه الميت ولكنه لم يفارقه الروح ، ومن هذا قوله : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } الآية ، وقوله : { وهو الذي يتوفاكم بالليل } .