الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَأَتَيۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ} (64)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وأتيناك بالحق} جئناك بالصدق، {وإنا لصادقون}، بما نقول إنا جئناهم بالعذاب.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قالت الرسل للوط: وجئناك بالحقّ اليقين من عند الله، وذلك الحقّ هو العذاب الذي عذّب الله به قوم لوط. وقد ذكرت خبرهم وقصصهم في سورة هود وغيرها حين بعث الله رسله ليعذّبهم به، وقولهم:"وإنّا لَصَادِقُونَ" يقولون: إنا لصادقون فيما أخبرناك به يا لوط من أن الله مُهْلِك قومك.

"فَأَسْرِ بأهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ الليْلِ"، يقول تعالى ذكره مخبرا عن رسله أنهم قالوا للوط: فأسر بأهلك ببقية من الليل، واتبع يا لوط أدبار أهلك الذين تسري بهم وكن من ورائهم، وسر خلفهم وهم أمامك، ولا يلتفت منكم وراءه أحد، وامضوا حيث يأمركم الله.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعضهم: {وأتيناك بالحق} أي بنجاتك ونجاة أهلك وإهلاك قومك.

{وإنا لصادقون} بما نقول...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم أكدوا ما ذكروه بقولهم: {وأتيناك بالحق} قال الكلبي: بالعذاب، وقيل باليقين والأمر الثابت الذي لا شك فيه وهو عذاب أولئك الأقوام ثم أكدوا هذا التأكيد بقولهم {وإنا لصادقون}.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وأتيناك بالحق} الفاصل بينك وبينهم، الواقع بهم مطابقاً لإخبارنا؛ والإتيان: الانتقال إلى جهة الشيء، والذهاب: الانتقال عنه.

{وإنا لصادقون} في الإخبار بما يطابق الواقع.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(وأتيناك بالحق وإنا لصادقون).. وهذه التوكيدات كلها تصور لنا جزع لوط وكربه. وهو في حيرة بين واجبه لضيفه وضعفه عن حمايتهم في وجه قومه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

إعادة فعل {أتيناك} بعد واو العطف مع أن فعل {أتيناك} مرادف لفعل {جئناك} دون أن يقول: و {بالحق}، يحتمل أن يكون للتأكيد اللفظي بالمرادف. والتعبيرُ في أحد الفعلين بمادة المجيء وفي الفعل الآخر بمادة الإتيان لمجرد التفنن لدفع تكرار الفعل الواحد، كقوله تعالى في سورة الفرقان (33): {ولا يأتونك بمَثَل إلا جئناك بالحق وأحسنَ تفسيراً} وعليه تكون الباء في قوله: بما كانوا فيه يمترون} وقوله: {بالحق} للملابسة. ويحتمل أن تكون لِذكر الفعل الثاني وهو {وأتيناك} خصوصية لا تفي بها واو العطف وهي مراعاة اختلاف المجرورين بالباء في مناسبة كل منهما للفعل الذي تعلق هو به. فلما كان المتعلق بفعل {جئناك} أمراً حسياً وهو العذاب الذي كانوا فيه يمترون، وكان مما يصح أن يسند إليه المجيء بمعنًى كالحقيقي، إذ هو مجيء مجازي مشهور مساوٍ للحقيقي، أوثر فعل {جئناك} ليسند إلى ضمير المخاطبين ويعلق به « ما كانوا فيه يمترون». وتكون الباء المتعلقة به للتعدية لأنهم أجاءوا العذاب، فموقع قوله تعالى: {بما كانوا فيه يمترون} مَوقع مفعول به، كما تقول (ذهبتُ به) بمعنى أذهبتُه وإن كنتَ لم تذهب معه، ألاَ ترى إلى قوله تعالى: {فإما نذهبنّ بك} [سورة الزخرف: 41] أي نُذهبك من الدنيا، أي نميتك. فهذه الباء للتعدية وهي بمنزلة همزة التعدية. وأما متعلق فعل {أتيناك} وهو {بالحق} فهو أمر معنوي لا يقع منه الإتيان فلا يتعلق بفعل الإتيان فغُيرت مادة المجي إلى مادة الإتيان تنبيهاً على إرادة معنى غير المراد بالفعل السابق، أعني المجيء المجازي. فإن هذا الإتيان مسند إلى الملائكة بمعناه الحقيقي، وكانوا في إتيانهم ملابسين للحق، أي الصدق، وليس الصدق مسنداً إليه الإتيانُ. فالباء في قوله تعالى: {بالحق} للملابسة لا للتعدية. والقِطْع بكسر القاف وسكون الطاء الجزء الأخير من الليل. وتقدم عند قوله تعالى: {قطعاً من الليل مظلماً} في سورة يونس (27). وأمروه أن يجعل أهله قُدامه ويكون من خلفهم، فهو يتبع أدبارهم، أي ظهورهم ليكون كالحائل بينهم وبين العذاب الذي يحل بقومه بعقب خروجه تنويهاً ببركة الرسول عليه السلام، ولأنهم أمروه أن لا يلتفت أحد من أهله إلى ديار قومهم لأن العذاب يكون قد نزل بديارهم. فبكونه وراء أهله يخافون الالتفات لأنه يراقبهم. وقد مضى تفصيل ذلك في سورة هود، وأن امرأته التفتت فأصابها العذاب.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

... {وإنا لصادقون} في إخبارنا إياك، وأكدوا صدقهم ب (إن)، و (اللام)، والجملة الاسمية، وإن هذا تأكيدا به بأن يذهب عنه الخوف، وإنهم ما جاءوا لإرهابه، ولكن جاءوا لإنزال ما وعد الله تعالى له بنصرته.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَآتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} في وعيدنا، وسترى ذلك بعينيك عندما تحل الساعة الحاسمة، وتتم كلمة الله عليهم، وينزل عليهم الغضب منه، وما عليك إلا تلقِّي التعليمات...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

فهؤلاء القوم قد قطعوا كل جسور العودة ولم يبق في شأنهم محلا للشفاعة والمناقشة، كي لا يفكر لوط في التشفع لهم وليعلم أنّهم لا يستحقونها أبداً.