الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعنى عز جل ما بيّن فيه من أمره، ونهيه، وحلاله، وحرامه.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 1]

تأويل الكلام على قول ابن عباس والجميع: إن هذه الآيات التي أنزلتها على محمد صلى الله عليه وسلم في هذه السورة لآيات الكتاب الذي أنزلته إليه من قبلها الذي بين لمن تدبره بفهم، وفكّر فيه بعقل، أنه من عند الله جلّ جلاله، لم يتخرّصه محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يتقوّله من عنده، بل أوحاه إليه ربه.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

" تلك آيات الكتاب المبين "انما أشار ب (تلك) إلى ما ليس بحاضر لأنه متوقع، فهو كالحاضر بحضور المعنى للنفس، وتقديره: تلك الآيات آيات الكتاب. وقيل: تلك الآيات التي وعدتم بها هي القرآن. وقيل: إن "تلك "بمعنى (هذا) ومعنى (الكتاب) القرآن، ووصفه بأنه (المبين) لأن به تتبين الأحكام، لأن البيان إظهار المعنى للنفس بما يتميز به عن غيره، وهو مأخوذ من البينونة، وهي التفرقة بين الشيء وغيره. فالمبين الذي يبين الحق من الباطل...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{الكتاب المبين} الظاهر إعجازه، وصحة أنه من عند الله، والمراد به السورة أو القرآن، والمعنى: آيات هذا المؤلف من الحروف المبسوطة تلك آيات الكتاب المبين.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

أي: هذه آيات القرآن المبين، أي: البين الواضح، الذي يفصل بين الحق والباطل، والغي والرشاد.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{تلك} أي الآيات العالية المرام، الحائزة أعلى مراتب التمام، المؤلفة من هذه الحروف التي تتناطقون بها وكلمات لسانكم {ءايات الكتاب} أي الجامع لكل فرقان {المبين} أي الواضح في نفسه أنه معجز، وأنه من عند الله، وأن فيه كل معنى جليل، الفارق لكل مجتمع ملتبس بغاية البيان، فصح أنه فرقان كما ذكر في التي قبلها، فإن الإبانة هي الفصل والفرق، فصار الإخبار بأنه فرقان مكتنفاً الإنذار أول السورة التي قبلها وآخرها -والله الموفق.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

يشير الباري تعالى إشارة، تدل على التعظيم لآيات الكتاب المبين البين الواضح، الدال على جميع المطالب الإلهية، والمقاصد الشرعية، بحيث لا يبقى عند الناظر فيه، شك ولا شبهة فيما أخبر به، أو حكم به، لوضوحه، ودلالته على أشرف المعاني، وارتباط الأحكام بحكمها، وتعليقها بمناسبها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينذر به الناس، ويهدي به الصراط المستقيم، فيهتدي بذلك عباد الله المتقون، ويعرض عنه من كتب عليه الشقاء.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 1]

(طسم. تلك آيات الكتاب المبين).. طاء. سين. ميم.. الأحرف المقطعة للتنبيه إلى أن آيات الكتاب المبين -ومنها هذه السورة- مؤلفة من مثل هذه الأحرف؛ وهي في متناول المكذبين بالوحي؛ وهم لا يستطيعون أن يصوغوا منها مثل هذا الكتاب المبين. والحديث عن هذا الكتاب متداول في السورة. في مقدمتها ونهايتها. كما هو الشأن في السور المبدوءة بالأحرف المقطعة في القرآن.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الإشارة إلى الحاضر في الأذهان من آيات القرآن المنزّل من قبلُ، وبيَّنه الإخبارُ عن اسم الإشارة بأنها آيات الكتاب. ومعنى الإشارة إلى آيات القرآن قصد التحدّي بأجزائه تفصيلاً كما قُصد التحدي بجميعه إجمالاً.

والمعنى: هذه آيات القرآن تقرأ عليكم وهي بلغتكم وحروف هجائها فأتوا بسورة من مثلها ودونكموها. والكاف المتصلة باسم الإشارة للخطاب وهو خطاب لغير معيّن من كل متأهل لهذا التحدي من بلغائهم. و {المبين} الظاهر، وهو من أبان مرادف بَان، أي تلك آيات الكتاب الواضح كونه من عند الله لما فيه من المعاني العظيمة والنظْم المعجز، وإذا كان الكتاب مبيناً كانت آياته المشتمل عليها آيات مُبينة على صدق الرسل بها.

ويجوز أن يكون {المبين} من أبان المتعدي، أي الذي يُبيّن ما فيه من معاني الهدى والحق وهذا من استعمال اللفظ في معنييه كالمشترك. والمعنى: أن ما بلغكم وتلي عليكم هو آيات القرآن المبين، أي البيّن صدقه ودلالته على صدق ما جاء به ما لا يجحده إلا مكابر.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

ولذا كانت أكثر السور المفتتحة بهذه الأحرف، يعقبها ذكر القرآن، وهنا جاء بعد هذه الحروف الصوتية قوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}.

الإشارة في قوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} للسورة أو آيات مضافة إلى الكتاب، والإضافة بمعنى (من) أي آيات من الكتاب، وأضيفت إلى الكتاب كأنها كل الكتاب، لأن كل آية من الكتاب فيها خصائصه من إعجاز، وبيان وروعة، وكانت الإشارة {بتلك} التي تدل على البعد لعلو منزلتها، وارتفاع قدرها، وسموّ مكانها، و {المبين} معناها البين في ذاته والمبين للشرائع والتوحيد، وهداية البشر، وما من شيء يتعلق بالإيمان وشرائعه إلا بينه، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فهذا الكتاب أو بعضه واضح الدلالة على أنه من عند الله تعالى بإعجازه، ولقد كان محمد الصدوق طول حياته حتى إنه ما عرفت له كذبه قط، وهو الشفيق على قومه حريص على أن يؤمنوا به، حتى لا تفوته فضيلة التصديق، ولا يفوتهم خبر الإيمان...