الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ} (212)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إنهم عن السمع لمعزولون} بالملائكة والكواكب.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 210]

وقوله:"وَما تَنزّلَتْ بِهِ الشّياطِينُ" يقول تعالى ذكره: وما تنزّلت بهذا القرآن الشياطين على محمد، ولكنه ينزل به الروح الأمين. "وَما يَنْبَغي لَهُمْ "يقول: وما ينبغي للشياطين أن ينزلوا به عليه، ولا يصلح لهم ذلك. "وَما يَسْتَطيعُونَ" يقول: وما يستطيعون أن ينزّلوا به، لأنهم لا يصلون إلى استماعه في المكان الذي هو به من السماء. "إنّهُمْ عَنِ السّمْعِ لَمَعْزُولُونَ" يقول: إن الشياطين عن سمع القرآن من المكان الذي هو به من السماء لمعزولون، فكيف يستطيعون أن يتنزّلوا به.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

{إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ} أي استراق السمع من السماء {لَمَعْزُولُونَ} وبالشهب مرجومون.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

لأنهم مرجومون بالشهب معزولون عن استماع كلام أهل السماء.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ثم علل هذا بقوله: {إنهم عن السمع} أي الكامل الحق، من الملأ الأعلى {لمعزولون} أي بما حفظت به السماء من الشهب وبما باينوا به الملائكة في الحقيقة لأنهم خير صرف، ونور خالص، وهؤلاء شر بحت وظلمة محضة، فلا يسمعون إلا خطفاً، فيصير -بما يسبق إلى أفهامهم، ويتصور من باب الخيال في أوهامهم- خلطاً لا حقيقة لأكثره، فلا وثوق بأغلبه...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 210]

فالتعريف في {السمع} للعهد وهو ما يعتقده العرب من أن الشياطين تسترق السمع، أي تتحيّل على الاتصال بعلم ما يجري في الملإ الأعلى. ذلك أن الكهان كانوا يزعمون أن الجن تأتيهم بأخبار ما يقدّر في الملأ الأعلى مما سيظهر حدوثه في العالم الأرضي، فلذلك نُفي هنا تنزُّلُ الشياطين بكلام القرآن بناء على أن المشركين يزعمون أن الشياطين تنزل من السماء بأخبار ما سيكون.

والمعزول: المبعد عن أمر فهو في عُزلة عنه. وفي هذا إبطال للكهانة من أصلها وهي وإن كانت فيها شيء من الاتصال بالقوى الروحية في سالف الزمان فقد زال ذلك منذ ظهور الإسلام.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ} لأنهم لا يمثلون التناسب والأنسجام مع ما هو القرآن في مضمون الحق الذي يبشر به والهدى الذي يدعو له، لأن نفوسهم مجبولةٌ على الشرّ الذي تتحرك فيه عقولهم، وتخفق به قلوبهم، وتطوف به أخيلتهم وأحلامهم، ما يجعلهم بعيدين عن ذلك كله {وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} الوصول إلى هذا الكلام، لو أرادوا ذلك وحاولوه، لأنه كلام الله الذي لا يصل إليه إلا الذي أنزله الله عليه، فهو ليس شيئاً يصل إليه الإنسان باختياره ووسائله الخاصة، بل هو من الغيب الذي يملك الله أمره، ولا يملكه أحد إلا من حيث ملّكه الله إيّاه، وهم إلى ذلك كما وصفهم الله.