المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قُلُوبٞ يَوۡمَئِذٖ وَاجِفَةٌ} (8)

8- قلوب في ذلك اليوم فزعة شديدة الاضطراب من الخوف .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قُلُوبٞ يَوۡمَئِذٖ وَاجِفَةٌ} (8)

{ قلوب يومئذ واجفة } خائفة قلقة مضطربة ، وسمي الوجيف في السير ، لشدة اضطرابه ، يقال : وجف القلب ووجب وجوفاً ووجيفاً ووجوباً ووجيباً . وقال مجاهد : وجلة . وقال السدي : زائلة عن أماكنها ، نظيره { إذ القلوب لدى الحناجر }( غافر- 18 ) .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قُلُوبٞ يَوۡمَئِذٖ وَاجِفَةٌ} (8)

ثم أخبر تعالى عن قلوب تجف ذلك اليوم ، أي ترتعد خوفاً وفرقاً من العذاب ، ووجيف القلب يكون من الفزع ويكون من الإشفاق ، ومنه قول الشاعر قيس بن الحطيم : [ المنسرحُ ]

إن بني جحجما وأسرتهم*** أكبادنا من ورائهم تجف{[11602]}

ورفع { قلوب } بالابتداء وجاز ذلك وهي نكرة لأنها قد تخصصت بقوله : { يومئذ }{[11603]} ، واختلف الناس في جواب القسم أي هو ، فقال الفراء والزجاج : هو محذوف دل الظاهر عليه تقديره : لتبعثن أو لتعاقبن يوم القيامة ، وقال بعض النحاة : هو في قوله تعالى : { إن في ذلك لعبرة لمن يخشى } [ النازعات : 26 ] ، وهذا ضعيف لبعد القول ولأن المعنى هالك يستحق ابن ، وقال آخرون : هو في قوله { يوم } على تقدير حذف اللام كأنه قال ليوم ، وقال آخرون : وهو موجود في جملة قوله تعالى : { يوم ترجف الراجفة قلوب يومئذ واجفة } كأنه قال : لتجفن قلوب يوم كذا .


[11602]:هكذا ورد البيت في الأصول، ولكن في الديوان نجد الشطر الأول في بيت مع اختلاف في الألفاظ، وهو: أبلغ بني جحجبى وقومهم خطمة أنا وراءهم أنف وجحجبة وخطمة حيان لقبيلة قيس بن الخطيم، لأنه أوسي، وفي رواية (أبلغ بني مذحج وقومهم)، وفي الأغاني: (وإخوتهم... زيدا بأنا)، ومعنى البيت نأنف من ورائهم. ثم نجد الشطر الثاني في بيت آخر بعد بيتين من الأول وهو: إنا ولو قدموا التي علموا أكبادنا من ورائهم تجف وفي الأصمعيات (الذي علموا)، وفي الأغاني (إنا وإن قل نصرنا لهم)، وتجف: تضطرب وتخفق، يقال: وجف القلب، خفق، وهذا هو موضع الاستشهاد هنا. ومعنى البيت: إنهم وإن كانوا قد قدموا ما قدموا من أعمال يعرفونها وننكرها عليهم فإننا نشفق عليهم من وراء غيبهم.
[11603]:حكى أبو حيان في البحر هذا عن ابن عطية، ثم عقب: "ولا تتخصص الأجرام بظروف الزمان، وإنما تخصصت بقوله تعالى: (واجفة)".