وأسفر الطغيان عن وجهه الكالح ، وكشف الضلال عن وسيلته الغليظة ، وعرف نوح أن القلوب الجاسية لن تلين
هنا توجه نوح إلى الولي الوحيد ، والناصر الفريد ، الذي لا ملجأ سواه للمؤمنين :
( قال : رب إن قومي كذبون . فافتح بيني وبينهم فتحا ، ونجني ومن معي من المؤمنين ) .
وربه يعلم أن قومه كذبوه . ولكنه البث والشكوى إلى الناصر المعين ، وطلب النصفة ، ورد الأمر إلى صاحب الأمر : ( فافتح بيني وبينهم فتحا )يضع الحد الأخير للبغي والتكذيب : ( ونجني ومن معي من المؤمنين ) . .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{فافتح بيني وبينهم فتحا} يقول: اقض بيني وبينهم قضاء، يعني: العذاب. {ونجني ومن معي من المؤمنين} من الغرق، فنجاه الله عز وجل.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنهُمْ فَتْحا" يقول: فاحكم بيني وبينهم حكما من عندك تهلك به المُبطل، وتنتقم به ممن كفر بك وجحد توحيدك، وكذّب رسولك... عن قَتادة، في قوله "فافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحا" قال: فاقض بيني وبينهم قضاء.. "وَنجِني" يقول: ونجني من ذلك العذاب الذي تأتي به حكما بيني وبينهم "وَمَنْ مَعِيَ مِنَ المُؤْمِنِينَ" يقول: والذين معي من أهل الإيمان بك والتصديق لي.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي: اقض بيني وبينهم قضاء، أي اقض عليهم بالعذاب والهلاك. ألا ترى أنه قال: {ونجني ومن معي من المؤمنين}؟ فدل سؤاله نجاة نفسه ومن معه من المؤمنين على أن قوله: {فافتح بيني وبينهم فتحا} سأل ربه هلاك من كذبه، وهو ما قال في آية أخرى {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89] الذي وعدت أنه ينزل بهم، وهو العذاب. فعلى ذلك هذا...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
والفتاحة: الحكومة. والفتاح: الحاكم، لأنه يفتح المستغلق كما سمي فيصلاً، لأنه يفصل بين الخصومات.
... والمراد من هذا الحكم إنزال العقوبة عليهم لأنه قال عقبه {ونجني} ولولا أن المراد إنزال العقوبة لما كان لذكر النجاة بعده معنى..
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{فافتح} أي احكم {بيني وبينهم فتحاً} أي حكماً يكون لي فيه فرج، وبه من الضيق مخرج، فأهلك المبطلين وأنجز حتفهم {ونجني ومن معي} أي في الدين {من المؤمنين} مما تعذب به الكافرين.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
الفَتح: الحُكم، وتأكيده ب {فَتْحاً} لإرادة حكم شديد، وهو الاستئصال ولذلك أعقبه بالاحتراس بقوله: {ونجني ومن معي من المؤمنين}.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.