صفة ثالثة ل { جنة } [ الغاشية : 10 ] . فالمراد جنس العيون كقوله تعالى : { علمت نفس ما أحضرت } [ التكوير : 14 ] ، أي علمت النفوس ، وهذا وصف للجنة باستكمالها محاسن الجنات قال تعالى : { أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً } [ الإسراء : 91 ] .
وإنما لم تعطف على الجملة التي قبلهما لاختلافهما بالفعلية في الأولى والإسمية في الثانية ، وذلك الاختلاف من محسنات الفصل ولأن جملة : { لا تسمع فيها لاغيةٌ } مقصود منها التنزه عن النقائص وجملة : { فيها عين جارية } مقصود منها إثبات بعض محاسنها .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
في الجنة العالية عين جارية في غير أُخدود .
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي عيونها جارية تأخذها العين ، وتجري على وجهها ، ليست كمياه الدنيا في أن بعضها يجري على وجه الأرض وبعضها تحتها نحو ماء القناة وماء البئر .
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
أراد عيونا ؛ لأن العين اسم جنس ، والعيون الجارية هنالك كثيرة ومختلفة .
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ فيها } أي الجنة . ولما كان الماء الجاري صالحاً لأن يقسم إلى أماكن كثيرة ، وحد قوله المراد به الجنس الشامل للكثير مقابلة لعين أهل النار في دار البوار : { عين جارية } أي عظيمة الجري جداً ، فهي بحيث لا تنقطع أصلاً لما لأرضها من الزكاء والكرم وما لمائها من الغزارة وطيب العنصر .......
وذلك لكي تعرف أن الإنعام في الجنة ليس مسألة رد الحاجة فقط، إنما أيضاً الاستمتاع بجريان الماء وقوته وحركته وتدفقه، واطمئنانك إلى أن الماء ليس كمية ثابتة محدودة، ولكنك حين ترى الماء جارياً وممتداً، يطمئنك على أن أصل الحياة موجود؛ ولذلك تجد أن أولئك الذين يريدون أن ينعموا أنفسهم في القصور، فبالرغم من وجود الماء عندهم إلا أنك تجده يقوم بعمل نافورة أو بركة أو قناة، أو حتى يبني قصره على نهر جارٍ، مما يدل على أن مجرد النظر في الماء وهو يجري ويتدفق يعطي اطمئناناً وتنعماً؛ لأنه هو أصل الحياة، وهو اطمئنان إلى أن أصل الحياة ليس عندك بقدر الحاجة والكفاية، بل هو جار ومتدفق.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
ومن ميزة تلك الأنهار أنّها تجري حسب رغبة أهل الجنّة ، فلا داعي معها لشقّ أرض أو وضع سد . وينهل أهل الجنّة أشربة طاهرة ومتنوعة ، فتلك العيون وعلى ما لها من رونق وروعة ، فلكلّ منها شراب معين له مواصفاته الخاصّة به ....
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.