المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

15 - ارتدع - أيها المجرم - عما تتمناه من الافتداء ، إنّ النار لهب خالص ، شديدة النزع ليديك ورجليك وسائر أطرافك ، تنادى بالاسم مَن أعرض عن الحق ، وترك الطاعة ، وجمع المال فوضعه في خزائنه ، ولم يؤد حق الله فيه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

{ وجمع } أي : جمع المال ، { فأوعى } أمسكه في الوعاء ولم يؤد حق الله منه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

وجمع الأموال بعضها فوق بعض وأوعاها ، فلم ينفق منها ، فإن النار تدعوهم إلى نفسها ، وتستعد للالتهاب بهم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

{ وَجَمَعَ فأوعى } أى جمع المال بعضه على بعض فأوعاه ، أى : فأمسكه فى وعائه وكنزه ومنع حق الله - تعالى - فيه ، وبخل به على مستحقيه . فقوله { فأوعى } أى : فجعله فى وعاء . وفى الحديث الشريف ، يقول صلى الله عليه وسلم : " لا توعى - أى لا تجمع مالك فى الوعاء على سبيل الكنز - فيوعى الله عليك - أى : فيمنع الله - تعالى - فضله عنك ، كما منعت وقترت .

وفى قوله - سبحانه - { وَجَمَعَ } إشارة إلى الحرص والطمع ، وفى قوله { فأوعى } إشارة إلى بخله وطول أمله .

قال قتادة { وَجَمَعَ فأوعى } : كان جموعا للخبيث من المال .

وبعد هذا البيان المؤثر الحكيم عن طبائع المجرمين ، وعن أهوال يوم الدين ، وعن سوء عاقبة المكذبين . . اتجهت السورة الكريمة إلى الحديث عن سجايا النفوس البشرية فى حالتى الخير والشر ، والغنى والفقر ، والشكر والجحود . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

{ وَجَمَعَ فَأَوْعَى } أي : جمع المال بعضه على بعض فأوعاه ، أي : أوكاه ومنع حق الله منه من الواجب عليه في النفقات ومن إخراج الزكاة . وقد ورد في الحديث : " ولا تُوعي فَيُوعي الله عليك " {[29324]} وكان عبد الله بن عُكيم لا يربط له كيسا ويقول : سمعت الله يقول : { وَجَمَعَ فَأَوْعَى }

وقال الحسن البصري : يا ابن آدم ، سمعتَ وعيدَ الله ثم أوعيتَ الدنيا .

وقال قتادة في قوله : { وَجَمَعَ فَأَوْعَى } قال : كان جَمُوعًا قمُومًا للخَبيث .


[29324]:- (1) رواه البخاري في صحيحه برقم (1434) ومسلم في صحيحه برقم (1029) من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

وقوله : وَجَمَعَ فأَوْعَى يقول : وجمع مالاً فجعله في وعاء ، ومنع حقّ الله منه ، فلم يُزَكّ ولم ينفق فيما أوجب الله عليه إنفاقه فيه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : وَجَمَعَ فأَوْعَى قال : جمع المال .

حدثنا محمد بن منصور الطوسى ، قال : حدثنا أبو قطن ، قال : حدثنا المسعودي ، عن الحكم ، قال : كان عبد الله بن عكيم ، لا يربط كيسه ، يقول : سمعت الله يقول : وَجَمَعَ فأَوْعَى .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَجَمَعَ فأَوْعَى كان جموعا قموما للخبيث .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

وجمع فأوعى وجمع المال فجعله في وعاء وكنزه حرصا وتأميلا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

و { أوعى } معناه : جعلها في الأوعية تقول : وعيت العلم وأوعيت المال والمتاع ، ومنه قول الشاعر [ عبيد بن الأبرص ] : [ البسيط ]

الخير يبقى وإن طال الزمان به*** والشر أخبث ما أوعيت من زاد{[11324]}

وهذه إشارة إلى كفار أغنياء جعلوا جمع المال أوكد أمرهم ، ومعنى حياتهم فجمعوه من غير حل ومنعوه من حقوق الله ، وكان عبد الله بن عكيم لا يربط كيسه ، ويقول : سمعت الله تعالى يقول : { وجمع فأوعى } .


[11324]:هذا البيت لعبيد بن الأبرص، وهو من قصيدة له مطلعها: طاف الخيال علينا ليلة الوادي من أم عمرو، ولم يلمم لميعاد وهو في الديوان، واللسان، وقال محقق الديوان: إن هذا البيت لم يرد إلا في الخزانة والأغاني، وأوعيت: حفظت في وعاء، وهو الشاهد هنا، والمعنى: إن الخير يبقى على الزمن مهما طال، وإن الشر هو أخبث ما حفظت وادخرت من زاد، هذا والقصيدة كلها فيها اضطراب في ترتيبها وعدد أبياتها تجده في المراجع المختلفة.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

والجمع والإِيعاء في قوله : { وجمع فأوعى } مرتب ثانيهما على أولهما ، فيدل ترتب الثاني على الأول أن مفعول { جمع } المحذوف هو شيء مما يوعى ، أي يُجعل في وعاء .

والوعاء : الظرف ، أي جمع المال فكنزه ولم ينفع به المحَاويج ، ومنه جاء فعل { أوعى } إذا شحّ . وفي الحديث : " ولا تُوعي فيُوعَى عليك " .

وفي قوله : { جمَع } إشارة إلى الحرص ، وفي قوله : { فأوعى } إشارة إلى طول الأمل . وعن قتادة { جمع فأوعى } كان جَمُوعاً للخبيث ، وهذا تفسير حسن ، أي بأن يُقدَّر ل { جمع } مفعول يدل عليه السياق ، أي وزاد على إدباره وتوليه أنه جمع الخبائث . وعليه يكون { فأوعى } مستعاراً لملازمته مَا فيه من خصال الخبائث واستمراره عليها فكأنها مختزنَة لا يفرط فيها .