السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

ولما كانت الدنيا والآخرة ضرتين ، فكان الإقبال على أحدهما دالاً على الإعراض عن الأخرى قال تعالى دالاً على إدباره بقلبه : { وجمع } أي : كل ما كان منسوباً إلى الدنيا { فأوعى } أي : جعل ما جمعه في وعاء وكنزه حرصاً وطول أمل ولم يعط حق الله تعالى منه فكان همه الإعطاء لا إبطاء ما وجب من الحق إقبالاً على الدنيا وإعراضاً عن الآخرة ، وقرأ : { لظى } و { للشوى } و { تولى } { فأوعى } حمزة والكسائي بالإمالة محضة ، وورش وأبو عمرو بين بين ، والفتح عن ورش قليل والباقون بالفتح .