نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

ولما كانت الدنيا والآخرة ضرتين ، فكان الإقبال على إحداهما دالاً على الإعراض عن الأخرى ، قال دالاً على إدباره بقلبه : { وجمع } أي كل ما كان منسوباً إلى الدنيا .

ولما كانت العادة جارية بأن من كانت الدنيا أكبر همه كان همه بجمعه الاكتناز لا الإنفاق ، سبب عن جمعه قوله : { فأوعى * } أي جعل ما جمعه في وعاء وكنزه حرصاً وطول أمل ولم يعط حق الله فيه ، فكان {[68352]}همه الإيعاء لا إعطاء{[68353]} ما وجب من الحق إقبالاً على الدنيا وإعراضاً عن الآخرة .


[68352]:- من ظ وم، وفي الأصل: حقه الأعطاء لا إلايعاء.
[68353]:- من ظ وم، وفي الأصل: حقه الأعطاء لا إلايعاء.