فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

{ وَجَمَعَ فَأَوْعَى } أي جمع المال فجعله في وعاء . وقيل : إنها تقول : إليّ يا مشرك ، إلي يا منافق ، وقيل : معنى تدعو تهلك ، تقول العرب : دعاك الله : أي أهلكك ، وقيل : ليس هو الدعاء باللسان ، ولكن دعاؤها إياهم تمكنها من عذابهم . وقيل : المراد أن خزنة جهنم تدعو الكافرين والمنافقين ، فأسند الدعاء إلى النار ، من باب إسناد ما هو للحال إلى المحلّ . وقيل : هو تمثيل وتخييل ولا دعاء في الحقيقة ، والمعنى : أن مصيرهم إليها كما قال الشاعر :

ولقد هبطنا الواد بين قوادنا *** ندعو الأنيس به الغصيص الأبكم

والغصيص الأبكم : الذباب ، وهي لا تدعو ، وفي هذا ذمّ لمن جمع المال فأوعاه ، وكنزه ولم ينفقه في سبل الخير ، أو لم يؤدّ زكاته .

/خ18