المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

7- وإنه على ذلك في الآخرة لشهيد على نفسه معترف بذنوبه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

{ وإنه على ذلك لشهيد } قال أكثر المفسرين : وإن الله على كونه كنوداً لشاهد . وقال ابن كيسان : الهاء راجعة إلى الإنسان ، أي : إنه شاهد على نفسه بما يصنع .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

{ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أي : إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك ، لا يجحده ولا ينكره ؛ لأن ذلك أمر بين واضح . ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى ، أي : إن العبد لربه لكنود ، والله شهيد على ذلك ، ففيه الوعيد ، والتهديد الشديد ، لمن هو لربه كنود ، بأن الله عليه شهيد .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

وقوله - تعالى - : { وَإِنَّهُ على ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أي : وإن الإِنسان على كنوده وجحوده لنعم ربه " لشهيد " ، أي : لشاهد على نفسه بذلك ، لظهور أثر هذه الصفة عليه ظهروا واضحا ، إذ هو عند لجاجه فى الطغيان يجحد الجلي من النعم ، ويعبد من دون خالقه أصناما ، مع أنه إذا سئل عن خالقه اعترف وأقر بأن خالقه هو الله - تعالى - ، كما قال - سبحانه - : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله } قال الإِمام الشيخ محمد عبده : قوله : { وَإِنَّهُ على ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أى : وإن الإِنسان لشهيد على كنوده ، وكفره لنعمة ربه ، لأنه يفخر بالقسوة على من دونه ، وبقوة الحيلة على من فوقه ، وبكثرة ما فى يده من المال مع الحذق فى تحصيله ، وقلما يفتخر بالمرحمة ، وبكثرة البذل - اللهم إلا أن يريد غشا للسامع - وفى ذلك كله شهادة على نفسه بالكنود ؛ لأن ما يفتخر به ليس من حق شكر النعمة ، بل من آيات كفرها .

ومنهم من يرى أن الضمير فى قوله - تعالى - هنا { وأنه } يعود على الخالق - سبحانه - أى : وإن الله - تعالى - لعليم ولشهيد على ما يسلكه هذا الإِنسان من جحود ، فيكون المقصود من الآية الكريمة التهديد والوعيد .

قالوا : والأول أولى ؛ لأنه هو الذى يتسق مع سياق الآيات ، ومع اتحاد الضمائر فيها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

فتقوم عليه مقام الشاهد الذي يقرر هذه الحقيقة . وكأنه يشهد على نفسه بها . أو لعله يشهد على نفسه يوم القيامة بالكنود والجحود : ( وإنه على ذلك لشهيد ) . . يوم ينطق بالحق على نفسه حيث لا جدال ولا محال !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

وقوله : { وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } قال قتادة وسفيان الثوري : وإن الله على ذلك لشهيد . ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان ، قاله محمد بن كعب القرظي ، فيكون تقديره : وإن الإنسان على كونه كنودا{[30420]} لشهيد ، أي : بلسان حاله ، أي : ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله ، كما قال تعالى : { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ } [ التوبة : 17 ]


[30420]:- (4) في م : "لكنودا".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

وقوله : { وَإنّهُ عَلى ذلكَ لَشَهِيدٌ } يقول تعالى ذكره : إن الله على كنوده رَبّه لشهيد : يعني لشاهد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن قتادة { وَإنّهُ عَلى ذَلكَ لَشَهِيدٌ } قال : يقول : إن الله على ذلك لشهيد .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة { وَإنّهُ عَلى ذَلكَ لَشَهِيدٌ } في بعض القراءات «إنّ اللّهَ عَلى ذلكَ لَشَهِيدٌ » .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان { وَإنّهُ عَلى ذَلكَ لَشَهِيدٌ } يقول : وإن الله عليه شهيد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

وقوله تعالى : { وإنه على ذلك لشهيد } يحتمل الضمير أن يعود على الله تعالى ، وقاله قتادة : أي وربه شاهد عليه ، وتفسير هذا الخبر يقتضي الشهادة بذلك ، ويحتمل أن يعود على { الإنسان } أي : أفعاله وأقواله ، وحاله المعلومة من هذه الأخلاق تشهد عليه ، فهو شاهد على نفسه بذلك ، وهذا قول الحسن ومجاهد .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

إن الله على كنوده رَبّه "لشهيد" : يعني لشاهد . ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعضهم : إن الإنسان على ما فعله في الدنيا لشهيد في الآخرة على ما جمعه ، أي يشهد ذلك ، ويعلمه ، كقوله تعالى : { بل الإنسان على نفسه بصيرة } ( القيامة : 14 ) . وقال بعضهم : { وإنه } أي ذلك الإنسان ببخله وامتناعه عن الإنفاق لشهيد ، أي يتولى حفظ ماله وإحصاءه بنفسه ، لا يثق بغيره . وقال بعضهم : { وإنه } يعني الله تعالى { على ذلك لشهيد } أي عالم ، يحصيه ، ويحفظه كقوله تعالى : { لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } ( الكهف : 49 ) . ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{ وإنه } وإن الإنسان { على ذلك } على كنوده { لَشَهِيدٌ } يشهد على نفسه ، ولا يقدر أن يجحده لظهور أمره . وقيل : وإنّ الله على كنوده لشاهد على سبيل الوعيد . ...

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

فالشهادة بلسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال وقيل هي بلسان المقال لكن في الآخرة، وقيل شهيد من الشهود لا من الشهادة بمعنى أنه كفور مع علمه بكفرانه وعمل السوء مع العلم به غاية المذمة ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

فهو بصير بنفسه ، وإن استطاع أن يخفي سريرته فلا يستطيع أن يخفيها عن الله وعن ضميره ، اعترف بهذه الحقيقة أم لم يعترف ... واحتمل بعضهم أن يكون المعنى شهادة الإِنسان على عيوبه وذنوبه يوم القيامة كما ورد في مواضع متعددة من القرآن . وهذا التّفسير لا يقوم على دليل ؛ لأنّ مفهوم الآية واسع يشغل شهادة الإنسان على كنوده في هذه الدنيا أيضاً . صحيح أن الإِنسان يعجز أحياناً عن معرفة نفسه ، وبذلك يخدع ضميره ، وتصبح الصفات الذميمة بتسويل الشيطان وتزيينه حسنة ممدوحة لديه . ولكن صفة الكنود وهي الكفران والبخل واضحة إلى درجة لا يستطيع أن يخدع ضميره وأن يغطي عليها . ...