البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

والظاهر عود الضمير في { وإنه } على ذلك { لشهيد } ، أي يشهد على كنوده ، ولا يقدر أن يجحده لظهور أمره ، وقاله الحسن ومحمد بن كعب .

وقال ابن عباس وقتادة : هو عائد على الله تعالى ، أي وربه شاهد عليه ، وهو على سبيل الوعيد .

وقال التبريزي : هو عائد على الله تعالى ، وربه شاهد عليه هو الأصح ، لأن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورين ، ويكون ذلك كالوعيد والزجر عن المعاصي ، انتهى .

ولا يترجح بالقرب إلا إذا تساويا من حيث المعنى .

والإنسان هنا هو المحدث عنه والمسند إليه الكنود .

وأيضاً فتناسق الضمائر لواحد مع صحة المعنى أولى من جعلهما لمختلفين ، ولا سيما إذا توسط الضمير بين ضميرين عائدين على واحد .