وقوله : كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئا بما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يقول تعالى ذكره : يقال لهم : كلوا أيها القوم من هذه الفواكه ، واشربوا من هذه العيون كلما اشتهيتم هنيئا يقول : لا تكدير عليكم ، ولا تنغيص فيما تأكلونه وتشربون منه ، ولكنه لكم دائم لا يزول ، ومريء لا يورثكم أذى في أبدانكم .
وقوله : بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يقول جلّ ثناؤه يقال لهم : هذا جزاء بما كنتم في الدنيا تعملون من طاعة الله ، وتجتهدون فيما يقرّبكم منه .
وجملة { كلوا واشربوا } مقول قول محذوف ، وذلك المحذوف في موقع الحال من { المتقين } ، والتقدير : مقولاً لهم كلوا واشربوا .
والمقصود من ذلك القول كرامتهم بعرض تناول النعيم عليهم كما يفعله المضيف لضيوفه فالأمر في { كلوا واشربوا } مستعمل في العَرض .
و { هنيئاً } دُعاء تكريم كما يقال للشارب أو الطعام في الدنيا : هَنيئاً مريئاً ، كقوله تعالى : { فكلوه هنيئاً مريئاً } في سورة النساء ( 4 ) .
و{ هنيئاً } وصف لموصوف غيرِ مذكور دل عليه فعل { كلوا واشربوا } وذلك الموصوف مفعول مطلق من { كلوا واشربوا } مُبيّن للنوع لقصد الدعاء مثل : سَقْياً ورَعياً ، في الدعاء بالخير ، وتَبّاً وسُحْقاً في ضده .
والباء في { بما كنتم تعملون } للسببية ، أي لإِفادة تسبب ما بعدها في وقوع متعلَّقه ، أي كلوا واشربوا بسبب ما كنتم تعملون في الدنيا من الأعمال الصالحة وذلك من إكرامهم بأنْ جعل ذلك الإِنعام حقاً لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.