اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (43)

قوله : { فِي ظِلاَلٍ } . هذه قراءة العامة .

والأعمش والزهري وطلحة{[59081]} والأعرج : «ظُلَل » جمع ظلة ، يعني في الجنة . وتقدم في «يونس »{[59082]} مثل لها .

قوله : { كُلُواْ } . معمولاً لقول ذلك المنصوب على الحال من الضمير المستكن في الظرف ، أي كائنين في ظلال مقولاً لهم : وكذلك كلوا وتمتعوا قليلاً ، فإن كان ذلك مقولاً لهم في الدنيا فواضح ، وإن كان مقولاً في الآخرة فيكون تذكيراً بحالهم ، أي حقاً بأن يقال لهم في دنياهم كذا ؛ ومثله قوله : [ المديد ]

5066- إخوتِي لا تَبعَدُوا أبَداً*** وبَلَى ، واللَّهِ قَدْ بَعِدوا{[59083]}

أي هم أهل إن دعا لهم بذلك .


[59081]:ينظر: المحرر الوجيز 5/422، والبحر المحيط 8/400، والدر المصون 6/460.
[59082]:آية 56.
[59083]:البيت لفاطمة بنت الأحجم الخزاعية. ينظر الحماسة 1/383، والمغني 1/210، والكشاف 4/682، والدر المصون 6/460.